السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ أَنَهُ يُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ سُورَةِ الكَافِرُونَ وَالإِخْلَاصِ في رَكْعَتَيِ السُّنَّةِ في صَلَاةِ الفَجْرِ وَالمَغْرِبِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12102
 2022-08-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ.

وَرَوَى النَّسَائِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَمَقْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ مَرَّةً، يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ.

وَنَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ قِرَاءَةِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ في سُنَّتَيِ الفَجْرِ وَالمَغْرِبِ، عَمَلًا بِالحَدِيثِ الشَّرِيفِ، وَاتِّبَاعًا لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَالحِكْمَةُ مِنْ قِرَاءَتِهِمَا اشْتِمَالُهُمَا عَلَى التَّوْحِيدِ، فَأَثْبَتَتْ سُورَةُ الإِخْلَاصِ أَنَّ اللهَ تعالى وَاحِدٌ أَحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ، وَنَفَتْ عَنْهُ الوَلَدَ وَالوَالِدَ وَالنَّظِيرَ، وَهُوَ الصَّمَدُ المَقْصُودُ.

وَسُورَةُ الكَافِرُونَ تَضَمَّنَتْ تَوْحِيدَ العِبَادَةِ للهِ تعالى وَحْدَهُ، فَلَا مَعْبُودَ إِلَّا اللهُ، وَالعَابِدُ لَا يُشْرِكُ في عِبَادَتِهِ مَعَ اللهِ أَحَدًا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمِنَ السُّنَّةِ قِرَاءَةُ سُورَةِ الكَافِرُونَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنْ سُنَّةِ الفَجْرِ وَالمَغْرِبِ، وَسُورَةِ الإِخْلَاصِ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ سُنَّةِ الفَجْرِ وَالمَغْرِبِ، مَعَ اسْتِحْضَارِ هَذِهِ المَعَانِي. هذا، والله تعالى أعلم.