السؤال :
اسلام عليكم . انا شخص بتليت بالعادة السرية وانا انسان اقاوم اي مثيرات تثيريني واحاول ابعاد نفسي عن اي شيء يثير شهوتي مع العلم اني ذو شهوة عالية جداً لكن اخاف الله ومعصيته ورغم كل هذا اني افشل بكل مرة احاول بها فقررت ان اقسم ان لا افعلها لمدة معينة منها كان اقسم بالله ان لا افعلها من شهر فلان الى شهر فلان وكنت اضع مدة لكي اروض نفسي واقنعها انت تتعود على تركها ولكن افشل ويكسر يميني ورجع اتوب واحلف من جديد واضع مدة ورجع اكسر يميني مع العلم اني استطعت ان اتركها اكثر من سنتين بهذه الطريقة ولكن بالفترى الاخيرة لم اعد اتمالك نفسي وقد كسرت اكثر من خمسة ايمان . وقررت ان اتوب عن فعلها و ان اخلف بالله وان استعين بذكره ونصاح مشايخنا وعسى الله ان يهديني . خلاصة السؤالي : هل يجب علية دفع خمس كفارات عن كل يمين ام كفارة واحدة عن الخمسة كلهن لان كان الحلف على فعل واحد وعلماً اني لم اسدد اي من الايمان التي نقضتها حتى الان واتمنى الرد علية حتى أدي الكفارة باقرب وقت فالعمار بيد الله . وشكراً جزيلاً لكم
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12138
 0000-00-00

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: أسأل الله تعالى أن يتولاك ويحفظك من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وتجب عليك الكفارة عن كل يوم حنثت فيه، ورجعت وحلفت ثانية، وهكذا، وهذه فتوى: أصبحت وبالًا عليه سؤال 40: أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فَالحَمْدُ للهِ تعالى الذي جَعَلَ الوَازِعَ الإِيمَانِيَّ في قَلْبِكَ نَامِيًا، وَجَعَلَ فُؤَادَكَ يَحْتَرِقُ مِنْ أَثَرِ مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى، وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَيْكَ، وَمِنْ فَضْلِهِ تعالى عَلَيْكَ أَيْضًا أَنَّكَ تَشْعُرُ بِمَرَارَةِ المَعْصِيَةِ، وَتَشْعُرُ بِحَيَاةِ الضَّنْكِ بِسَبَبِ ارْتِكَابِ هَذِهِ المَعْصِيَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. هَذَا أَوَّلًا. ثَانِيًا: مِنْ تَمَامِ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا أَنَّهُ فَتَحَ لَنَا بَابَ التَّوْبَةِ، فَقَالَ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا﴾. فَلَا بُدَّ مِنَ التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ، وَالإِيمَانِ أَنَّهَا مَعْصِيَةٌ، وَالعَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَهَا، وَمِنْ أَهَمِّ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَعْدَ المَعْصِيَةِ أَنْ تُغْلِقَ جَمِيعَ الأَبْوَابِ التي تُوقِعُكَ فِيهَا. ثَالِثًا: العَادَةُ السِّرِّيَّةُ مَعْصِيَةٌ، وَحَرَامٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾. وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ: فَقَدْ أَرْشَدَكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِطَرِيقِ الخَلَاصِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَإِذَا لَمْ تَسْتَطِعِ الزَّوَاجَ فَعَلَيْكَ بِالصِّيَامِ. هَذَا هُوَ العِلَاجُ، وَلَيْسَ عِلَاجُ تَسْكِينِ الشَّهْوَةِ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَلَو كَانَ الأَمْرُ جَائِزًا لَأَرْشَدَنَا إِلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَسَامَحَ اللهُ تعالى أَوْلِيَاءَ البَنَاتِ الذينَ يُغَالُونَ في المُهُورِ، وَيَجْعَلُونَ العَقَبَاتِ أَمَامَ الشَّبَابِ، وَيُضَيِّعُونَ الشَّبَابَ وَالشَّابَّاتِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، وَقَدْ تَنَاسَى أَوْلِيَاءُ البَنَاتِ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً» رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.