السؤال :
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا بَيْعُ الدُّمَى وَأَلْعَابِ الأَطْفَالِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12327
 2022-12-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا (أَيْ: صُفَّتُهَا قُدَّامَ الْبَيْتِ) سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟».

قَالَتْ: بَنَاتِي، وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ؟».

قَالَتْ: فَرَسٌ.

قَالَ: «وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟».

قَالَتْ: جَنَاحَانِ.

قَالَ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟».

قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلًا لَهَا أَجْنِحَةٌ؟

قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ.

وَرَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي.

فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ (يَدْخُلْنَ البَيْتَ وَيَسْتَتِرْنَ مِنْهُ) فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ (يُرْسِلُهُنَّ وَاحِدَةً بَعْدَ الأُخْرَى) فَيَلْعَبْنَ مَعِي.

وَقَدْ رَخَّصَ كَثِيرٌ مِنَ العُلَمَاءِ في بَيْعِ هَذِهِ الدُّمَى وَالأَلْعَابِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى صُورَةِ مَا فِيهِ رُوحٌ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا حَرَجَ في الاتِّجَارِ بِالدُّمَى وَأَلْعَابِ الأَطْفَالِ، وَخَاصَّةً البَنَاتِ، لِتَدْرِيبِهِنَّ مِنْ صِغَرِهِنَّ عَلَى أَمْرِ بُيُوتِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ؛ وَأَمَّا بَيْعُهَا مِنْ أَجْلِ الزِّينَةِ في البُيُوتِ فَلَا يَجُوزُ. هذا، والله تعالى أعلم.