طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالحَجُّ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلَاً، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلَاً﴾. وَهُوَ فَرْضٌ عَلَى الفَوْرِ في أَوَّلِ وَقْتٍ يَتَمَكَّنُ فِيهِ الإِنْسَانُ مِنْ أَدَائِهِ، كَمَا ذَهَبَ إلى ذَلِكَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ.
أَمَّا الجِهَادُ إِذَا لَمْ يَدْعُ إِلَيْهِ وَلِيُّ الأَمْرِ جَمِيعَ القَادِرِينَ فَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ مَتَى قَامَ بِهِ البَعْضُ سَقَطَ عَنِ البَاقِينَ، وَإِذَا تَرَكَهُ الجَمِيعُ أَثِمُوا، وَفَرْضُ العَيْنِ مُقَدَّمٌ عَلَى فَرْضِ الكِفَايَةِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَدَى مُرِيدِ الحَجِّ مَا يَسَعُ القِيَامَ بِهِ مِنْ أَدَاءِ الفَرِيضَةِ وَالتَّبَرُّعِ للمُجَاهِدِينَ، قَدَّمَ أَدَاءَ الحَجِّ عَلَى التَّبَرُّعِ للمُجَاهِدِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |