طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالطلاق الثلاث في مجلس واحد عند جمهور الفقهاء يقع ثلاثاً وتبين الزوجة من زوجها بينونة كبرى، فلا تحل لزوجها حتى تنكح زوجاً غيره، وهناك من عدَّ هذا الطلاق طلقة واحدة رجعية، وهذا ما أخذ به قانون الأحوال الشخصية في سوريا.
وبناء على ما تقدم:
فإنه يجب على هذه المرأة أن تعتدَّ عدَّة ثانية بعد المخالعة الرضائية التي تمَّت بينها وبين زوجها أمام القاضي الشرعي، لأن القاضي اعتبر طلاقه بالثلاث واحدةً، وصدَّقه بيمينه أنه أرجعها إلى عصمته، ثم بعد ذلك تمَّت المخالعة الرضائيَّة، وطاعة ولي الأمر واجبة بنص القرآن العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
أما عند جمهور الفقهاء فالطلاق صار بائناً بينونة كبرى قبل المخالعة، وهذه المخالعة باطلة، ومن ثمَّ فلا تجب عليها العدَّة عند جمهور الفقهاء. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |