طباعة |
إِنْسَانٌ مَرِيضٌ لَا يُرْجَى شِفَاؤُهُ مِنْ حَيْثُ الأَسْبَابُ الظَّاهِرَةُ ـ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ وَجَاءَهُ شَهْرُ رَمَضَانَ وَهُوَ عَاجِزٌ عَنِ الصِّيَامِ لِمَرَضِهِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُعَجِّلَ الفِدْيَةَ عَنْ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ لِجَمِيعِ مَرْضَى المُسْلِمِينَ. إِذَا كَانَ المَرِيضُ لَا يَرْجُو شِفَاءً مِنْ مَرَضِهِ، وَكَانَ الصَّوْمُ يُجْهِدُهُ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ مَشَقَّةً شَدِيدَةً لَهُ أَنْ يُفْطِرَ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ﴾ [النور: 61] وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]. فَإِذَا أَفْطَرَ فَعَلَيْهِ الفِدْيَةُ وُجُوبًا عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ وَالأَصَحِّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾ [البقرة: 184]. وَلِقَوْلِ سَيِّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ أَدْرَكَهُ الْكِبْرُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَصُومَ رَمَضَانَ فَعَلَيْهِ لِكُلِّ يَوْمٍ مَدٌّ مِنْ قَمْحٍ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ. وَأَجَازَ الحَنَفِيَّةُ دَفْعَ الفِدْيَةِ في أَوَّلِ الشَّهْرِ عَنِ الشَّهْرِ كُلِّهِ، كَمَا يَجُوزُ دَفْعُهَا في آخِرِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |