طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيُشْرَعُ للعَاطِسِ أَنْ يَقُولَ بَعْدَ عُطَاسِهِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَلَو قَالَ: الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، كَانَ أَفْضَلَ، كَفِعْلِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وَمَتَى حَمِدَ اللهَ تعالى بَعْدَ عُطَاسِهِ كَانَ حَقَّاً عَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ بِـ «يَرْحَمُكَ اللهُ». لِحَدِيثِ البخاري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».
وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ بَعْدَ عَطْسَتِهِ فَلَا يُشَمَّتُ، فَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعَاً: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمِّتُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فَلَا تُشَمِّتُوهُ» أخرجه مسلم.
وَمِنْ آدَابِ العَاطِسِ:
1ـ أَنْ يُخْفِضَ صَوْتَهُ بِالعَطْسِ، وَيَرْفَعَهُ بِالحَمْدِ.
2ـ أَنْ يُغَطِّيَ وَجْهَهُ لِئَلَّا يَبْدُو مِنْ فِيهِ أَو أَنْفِهِ مَا يُؤْذِي جَلِيسَهُ.
3ـ لَا يَلْوِي عُنُقَهُ يَمِينَاً وَلَا شِمَالَاً، لِئَلَّا يَتَضَرَّرَ بِذَلِكَ.
فَقَدْ أَخْرَجَ أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ.
وَمَنْ تَكَرَّرَ عُطَاسُهُ فَإِنَّهُ لَا يُشَمَّتُ في الثَّالِثَةِ فِيمَا إِذَا زَادَ عَنْهَا، إِذْ هُوَ فِيهَا مَزْكُومٌ، وَيَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |