طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعند جمهور الفقهاء لا يجوز تمكين الرجل الكافر من نسخة من نسخ القرآن الكريم، ويمنع من حمله ومسِّه، لأن النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نهى أن يُسافر بالقرآن الكريم إلى أرض العدو، كما جاء في صحيح البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ).
ولأن السيدة فاطمة بنت الخطاب منعت أخاها عمر رضي الله عنهما من مسِّ الصحيفة التي كتب فيها سورة طه، وعلم بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأقرَّها على ذلك.
ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلا طَاهِرٌ) رواه الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
وبناء على ذلك:
فالكافر لا يطهر بوضوء ولا غسل لفقد شرط الطهارة وهو الإسلام، لذلك لا يجوز تقديم نسخة القرآن له إلا بعد إسلامه، وإذا أراد أن يتعرَّف على القرآن الكريم فإنه يتعرَّف عليه عن طريق السماع، وهذا يجب على الداعي للإسلام أن يقوم به، وذلك لقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}. فالباحث عن الحقيقة يكفيه السماع إن كان صادقاً في الطلب، ويجب على المسلم أن يُعظِّم القرآن الكريم، ومن التعظيم عدم تمكين الكافر منه، ويكفيه السماع. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |