طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أَخِي الكَرِيمُ السَّائِلُ: الحَمْدُ للهِ الذي هَدَاكَ مِنْ فَضْلِهِ، وَصَدَقَ اللهُ القَائِلُ: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾.
فَإِذَا شَرَحَ اللهُ صَدْرَكَ لِلْإِسْلَامِ بَعْدَ أَنْ حَبَّبَ إِلَيْكَ الإِيمَانَ، فَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.
فَالابْتِلَاءُ لِلْمُؤْمِنِ كَاللَّهَبِ للذَّهَبِ، وَقَدْ يُبْتَلَى الرَّجُلُ المُسْلِمُ بِوَالِدَيْهِ، كَمَا يُبْتَلَى الرَّجُلُ بِأَوْلَادِهِ، وَكَمَا يُبْتَلَى الرَّجُلُ بِزَوْجَتِهِ، وَالزَّوْجَةُ بِزَوْجِهَا، وَرَبُّنَا يُخَاطِبُ المُؤْمِنَ بِقَوْلهِ: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾.
أَخِي الكَرِيمُ: لَا تَعْصِ اللهَ فِيمَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ، فَإِذَا رَأَيْتَ وَالِدَكَ عَـصَى اللهَ فِيكَ، فَلَا تَعْصِ اللهَ أَنْتَ فِيهِ، وَأُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.
فَأَحْسِنِ الصُّحْبَةَ مَعَ وَالِدَيْكَ مَهْمَا كَانَ وَضْعُهُمَا، وَأَحْسِنْ إِلَيْهِمَا وَتَعَلَّمْ دِينَكَ، وَاشْتَرِ الكُتُبَ، وَلَا تَتَحَدَّ وَالِدَكَ بِذَلِكَ، بَلْ كُنْ حَكِيمًا في شِرَاءِ الكُتُبِ، وَكُنْ حَكِيمًا أَثْنَاءَ قِرَاءَتِهَا، وَحَاوِلْ أَنْ تُذَكِّرَ وَالِدَكَ بِحُضُورِ مَجَالِسِ العِلْمِ بِأُسْلُوبٍ حَسَنٍ، وَتَوَدَّدْ إِلَيْهِ، وَأَنْتَ إِنْ فَعَلْتَ كَمَا قُلْتُ لَكَ لَا تَكُونُ عَاقًّا لِوَالِدَيْكَ، وَأَكْثِرْ لَهُمَا مِنَ الدُّعَاءِ.
ثَبَّتَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ عَلَى الحَقِّ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |