طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: فقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الحاكم وابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اسْتَهَلَّ الصَّبِيُّ صُلِّيَ عَلَيْهِ وَوُرِثَ». لأنَّ الاستِهلالَ دَلالَةُ الحياةِ، فَيَتَحَقَّقُ في حقِّهِ سُنَّةُ الموتى.
ثانياً: أسألُ اللهَ تعالى أن يجعَلَكَ من الصَّابِرينَ لِتنالَ أجرَهُم من خلالِ قولِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب﴾. وأن تكونَ من الحامِدينَ لِتنالَ أجرَ من حَمِدَ اللهَ تعالى على فَقْدِ ولَدِهِ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي عن أَبي موسى رضي اللهُ عنه، أَنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذا ماتَ وَلدُ العبْدِ قال اللهُ تعالى لملائِكَتِهِ: قَبضْتُم وَلدَ عَبْدِي؟ فيقولُونَ: نعَم، فيقولُ: قَبَضتُم ثمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فيقولونَ: نَعم، فَيَقُولُ: فَمَاذَا قال عبْدِي؟ فيقُولُونَ: حمِدكَ واسْتَرْجعَ، فيقولُ اللهُ تعالى: ابْنُوا لعبدِي بَيتاً في الجَنَّة، وَسَمُّوهُ بيتَ الحمدِ».
وبناء على ذلك:
فما دامَ ولَدُكَ انفَصَلَ عن بَطنِ أمِّهِ، وهوَ كامِلُ الخِلقَةِ حيَّاً، ثمَّ تَوَفَّاهُ اللهُ تعالى، فإنَّهُ يُعامَلُ مُعامَلَةَ الموتى، يُغَسَّلُ ويُكَفَّنُ ويُصَلَّى عليه. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |