السؤال :
تزوجت منذ عشر سنوات. في إحدى مرات الخلاف اتهمتني زوجتي بالبخل فطلقتها مرة واحدة وراجعتها، وقلت لها: إن اتهمتني بالبخل ثانية فهي طالق. و مضت فترة من الزمن ومع استمرار الخلافات الدائمة تلفظت في حالة غضب شديد بألفاظ الكفر (وتبت إلى الله توبة نصوحة) وسألت عن الأمر فقيل لي: إن عقد الزواج قد فسخ ويجب أن أعقد عليها من جديد. فعقدت عليها من جديد ومضت سنوات ومنذ يومين من خلال خلاف على المصروف اتهمتني بالبخل. السؤال الأول: هل وقع الطلاق باعتبار أن اليمين المحلوف كان في العقد الأول (قبل التلفظ بالكفر). السؤال الثاني: ما هو رقم الطلقة إن كانت وقعت بالفعل. وجزاكم الله خيراً.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 590
 2007-10-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإني أذكرك يا أخي بقول الله عز وجل: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا سيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء). رواه البخاري. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: لا تغضب، فردَّد مراراً، قال: لا تغضب) رواه البخاري. فانظر يا أخي إلى أثر الغضب، هل يرضيك؟ ومن آثاره عليك: 1. أن الطلاق الأول واقع على زوجتك، وحسبت عليها طلقة واحدة، وقد تمت مراجعتها. 2. أنك علقت طلاقها على اتهامها لك بالبخل، وقد اتهمتك بالبخل كما ذكرت من يومين، وهذا الطلاق واقع عليها وصارت هذه الطلقة الثانية. 3. ومن آثار الغضب أنك تلفظت بكلمة الكفر والعياذ بالله تعالى، ولله الحمد الذي أمد بعمرك حتى تبت إلى الله تعالى، وجدَّدت إسلامك، تصور يا أخي لو أن أجلك انتهى بعد تلفظك بكلمة الكفر وقبل التوبة فما هي النتيجة؟ والله تعالى يقول: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}. وما قيل لك: بأن عقد الزواج فسخ بكلمة الكفر، فهو كلام صحيح، ويجب عليك أن تجدد العقد على زوجتك، ولكنه لا يحسب من الطلقات الثلاثة. وبناء على ذلك: فقد وقع طلاقان على زوجتك، وبإمكانك أن تراجع زوجتك خلال فترة العدة، وإذا انقضت عدتها قبل مراجعتك لها فبإمكانك أن تجدد العقد عليها، وهذا لا يكون إلا برضاها مع وجود شاهدي عدل ومهر مسمى. وإذا حلفت بالطلاق مرة أخرى فإنها تبين منك بينونة كبرى ولا تحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك. هذا، والله تعالى أعلم.