طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذهِ الآيَةُ الكَريمَةُ نَزَلَت في قِصَّةِ سَيِّدِنا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ مَعَ إخوَتِهِ، حَيثُ بَيَّنَ اللهُ تعالى لِعِبادِهِ بأنَّهُ تَبَارَكَ وتعالى غَالِبٌ على الأمرِ الذي يَشاؤُهُ، فلا يَستَعصِي عَلَيهِ أمرٌ، فاللهُ تعالى إذا أرادَ أمراً من الأُمورِ فلا يَستَطيعُ أحَدٌ أن يَحولَ دُونَ تَحقيقِهِ ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون﴾.
ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمونَ، ظَنَّاً منهُم بأنَّهُم يَفعَلونَ ما يُريدونَ، يَقولُ سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ولكنَّ أكثَرَ النَّاسِ لا يَدرونَ حِكمَتَهُ في خَلْقِهِ وتَلَطُّفَهُ وفِعلَهُ لما يُريدُ، ويأخُذونَ بِظَواهِرِ الأُمورِ، كما ظَنَّ إخوَةُ يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ أنَّهُ لو أُبعِدَ خَلا لَهُم وَجْهُ أبيهِم، وكانوا من بَعدِهِ قَوماً صَالِحينَ.
وبناء على ذلك:
فهذهِ الآيَةُ الكَريمَةُ هيَ قُطْبُ هذهِ السُّورَةِ، فما أرادَهُ اللهُ تعالى كانَ، فهوَ سُبحَانَهُ وتعالى لا يُعجِزُهُ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، ولا يُمنَعُ عمَّا يَشاءُ، ولا يُنَازَعُ فيما يُريدُ، فإذا أرادَ شَيئاً فلا رادَّ لِمُرادِهِ، ولا يَتَخَلَّفُ ما أرادَهُ اللهُ تعالى، لأنَّ اللهَ تعالى غَالِبٌ على أمرِهِ الذي يُريدُ، فلا يَستَعصي عَلَيهِ، ولا يَمنَعُهُ عنهُ أحَدٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |