طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَأَكْلُ أَمْوَالِ النَّاسِ بالبَاطِلِ حَرَامٌ، وَكَبِيرَةٌ من الكَبَائِرِ، ومن تَمَامِ فَضْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على خَلْقِهِ أَنَّهُ شَرَعَ لَهُمُ التَّوْبَةَ، قَالَ تعالى: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
والتَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ لَهَا شُرُوطٌ: الاعْتِرَافُ بِالذَّنْبِ، والإِقْلاعُ عَنْهُ، والنَّدَمُ على فِعْلِهِ، والعَزْمُ على أَنْ لا يَعُودَ المُذْنِبُ إلى مِثْلِهِ، وَأَنْ يَرُدَّ مَا كَانَ مَالِيَّاً إلى مُسْتَحِقِّهِ، وَأَنْ يَسْتَحِلَّ مِنْهُ؛ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَالِيَّاً فَعَلَيْهِ بِطَلَبِ السَّمَاحِ مِنْهُ.
وبناء على ذلك:
فَعَلَى هَذَا الرَّجُلِ أَنْ يَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، وَمِنْ تَمَامِ تَوْبَتِهِ أَنْ يُعِيدَ المَالَ لِصَاحِبِهِ، إِنْ عَرَفَ مَكَانَهُ؛ فَإِنْ كَانَ مَيْتَاً، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَهُ إلى وَرَثَتِهِ، فَإِنْ عَجَزَ عَن مَعْرِفَةِ مَكَانِ المَسْرُوقِ مِنْهُ، وَلَمْ يَدْرِ أَهُوَ حَيٌّ أَمْ مَيْتٌ، فَعلَيهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِهِ بالنِّيَّةِ عَن صَاحِبِهِ، مَعَ كَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |