طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالعَاصِي: هُوَ مَنِ ارْتَكَبَ المَعْصِيَةَ، وَلَمْ يُجَاهِرْ بِهَا، وَلَمْ يُصِرَّ عَلَيْهَا، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه الحاكم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ ذَكَرَ المُتَّقِينَ وَصِفَاتِهِم بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُـصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.
أَمَّا الفَاسِقُ: فَهُوَ العَاصِي المُصِرُّ على مَعْصِيَتِهِ، وَالمُجَاهِرُ بِهَا، قَالَ تعالى في حَقِّ إِبْلِيسَ: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾. وَلَا يُفَكِّرُ في التَّوْبَةِ للهِ تعالى.
أَمَّا المُنَافِقُ: فَهُوَ مَنْ أَبْطَنَ الكُفْرَ وَأَظْهَرَ الإِيمَانَ، كَمَا قَالَ تعالى في حَقِّ المُنَافِقِينَ: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾.
أَمَّا الكَافِرُ: فَهُوَ الجَاحِدُ الذي لا يُؤْمِنُ بِاللهِ تعالى، أَو الذي لا يُؤْمِنُ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَو الذي أَنْكَرَ أَمْرَاً مَعْلُومَاً مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |