طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ وَرَدَ في سُنَنِ النَّسَائِيِّ وَمُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ وابنِ حِبَّانَ عَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.
وَهَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ لَا يُعَارِضُ حَدِيثَ الإِمَامِ مُسْلِمٍ الذي رواه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَائِمَاً فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
فَهِيَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا تُخْبِرُ أَنَّهَا مَا رَأَتْ؛ لَمْ تَقُلْ: لَم يَصُمْ؛ وَعَدَمُ رُؤْيَتِهَا لِصِيَامِهِ العَشْرَ لَا يُفِيدُ بِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا صَامَهُ.
وبناء على ذلك:
فَقَدْ وَرَدَ صِيَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للأَيَّامِ التِّسْعِ، تِسْعِ ذِي الحِجَّةِ في حَدِيثٍ ضَعِيفٍ، وَلَكِنْ يُقَوِّيهِ الحَدِيثُ الصَّحِيحُ الذي رواه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |