طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَهَبَ السَّادَةُ الشَّافِعِيَّةُ إلى أَنَّ القُعُودَ الأَوَّلَ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الأَبْعَاضِ في الصَّلَاةِ، إِذَا تَرَكَهَا المُصَلِّي وَجَبَ عَلَيْهِ سُجُودُ السَّهْوِ، وَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُنَنِ الأَبْعَاضِ، وَلَكِنْ لَو قَرَأَ الصَّلَوَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةَ كَامِلَةً لَا شَيْءَ عَلَيْهِ.
أَمَّا عِنْدَ السَّادَةِ الحنَفِيَّةِ فَالقُعُودُ الأَوَّلُ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ، وَيَكُونُ بِمِقْدَارِ قِرَاءَةِ التَّشَهُّدِ، فَإِنْ تَأَخَّرَ عَنِ القِيَامِ وَجَبَ عَلَيْهِ سُجُودُ السَّهْوِ.
وبناء على ذلك:
فَمَنْ قَرَأَ الصَّلَوَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةَ في القُعُودِ الأَوَّلِ لَاشَيْءَ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ، وَعِنْدَ الحَنَفِيَّةِ إِنْ قَرَأَهَا عَمْدَاً فَصَلَاتُهُ مَكْرُوهَةٌ تَحْرِيمَاً، وَلَا تُجْبَرُ بِسُجُودِ السَّهْوِ، وَعَلَيْهِ إِعَادَتُهَا قَبْلَ خُرُوجِ الوَقْتِ، وَإِنْ قَرَأَهَا سَهْوَاً وَجَبَ سُجُودُ السَّهْوِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |