السؤال :
امرأة وضعت حملها، وبعد أيام انقطع الدم عنها لمدة خمسة عشر يوماً، ثم عاد إليها الدم قبل نهاية الأربعين، فهل يعتبر هذا الدم حيضاً أم نفاساً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7665
 2016-10-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّ النُّفَسَاءَ إِذَا انْقَطَعَ دَمُهَا قَبْلَ الأَرْبَعِينَ انْقِطَاعَاً تَامَّاً، طَهُرَتْ، وَاغْتَسَلَتْ، وَصَلَّتْ، لِمَا رواه الدارقطني عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَأَلَتْهُ كَمْ تَجْلِسُ الْـمَرْأَةُ إِذَا وَلَدَتْ؟

قَالَ:  «تَجْلِسُ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ». هَذَا إِذَا لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهَا الدَّمُ.

أَمَّا إِذَا انْقَطَعَ الدَّمُ ثمَّ عَادَ في مُدَّةِ النِّفَاسِ وَالتي هِيَ أَرْبَعُونَ يَوْمَاً، فَقَدْ ذَهَبَ المَالِكِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ وَأَبُو يُوسُفَ مِنَ الحَنَفِيَّةِ، وَالشَّافِعِيَّةُ، إلى أَنَّهُ إِذَا انْقَطَعَ الدَّمُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمَاً فَقَدْ تَمَّ طُهْرُهَا، وَمَا نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ حَيْضٌ.

أَمَّا الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ فَيَرَى أَنَّ الطُّهْرَ المُتَخَلِّلَ بَيْنَ الأَرْبَعِينَ في النِّفَاسِ لَا يُعْتَبَرُ، سَوَاءٌ كَانَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمَاً أَو أَقَلَّ أَو أَكْثَرَ؛ فَلَو رَأَتِ المَرْأَةُ بَعْدَ الوِلَادَةِ يَوْمَاً دَمَاً، وَثَمَانِيَةً وَثَلَاثِينَ طُهْرَاً، وَيَوْمَاً دَمَاً، فَالأَرْبَعُونَ عِنْدَ الإِمَامِ نِفَاسٌ، وَعَلَيْهِ الفَتْوَى في المَذْهَبِ.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ إِذَا انْقَطَعَ الدَّمُ عَنِ المَرْأَةِ بَعْدَ وِلَادَتِهَا خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمَاً، ثمَّ عَادَ إِلَيْهَا ثَانِيَةً، يُعْتَبَرُ الدَّمُ الأَوَّلُ نِفَاسَاً، وَالثَّانِي حَيْضَاً، وَالأَيَّامُ الخَمْسَةَ عَشَرَ طُهْرَاً، تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَتَصُومُ وَتَحِلُّ لِزَوْجِهَا؛ وَخَالَفَ في ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللهُ، وَاعْتَبَرَ الخَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمَاً مِنَ النِّفَاسِ مَا دَامَ أَنَّهُ عَادَ إِلَيْهَا الدَّمُ قَبْلَ نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.