السؤال :
ما صحة حديث: سيروا على سير أضعفكم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7738
 2016-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمَا ثَبَتَ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ حَدِيثُ: سِيرُوا عَلَى سَيْرِ أَضْعَفِكُمْ؛ بَلْ ثَبَتَ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤَاً (أَيْ: تَمَايَلَ إِلَى قُدَّامٍ؛ وَقِيلَ: أَيْ: يَرْفَعُ الْقَدَمَ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ يَضَعُهَا وَلَا يَمْسَحُ قَدَمَهُ عَلَى الْأَرْضِ كَمَشْيِ المُتَبَخْتِرِ) كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ (أَيْ: يَرْفَعُ رِجْلَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَجَلَادَةٍ).

يَقُولُ سَيِّدُنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الترمذي.

فَكَانَ سَيْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْدَلَ سَيْرٍ، وَمِشْيَتُهُ أَعْدَلَ المِشْيَاتِ، وَأَرْوَحَهَا للأَعْضَاءِ، وَأَبْعَدَهَا عَنْ مِشْيَةِ الهَوَجِ وَالمَهَانَةِ وَالتَّمَاوُتِ.

وبناء على ذلك:

فَلَا صِحَّةَ لِهَذَا الحَدِيثِ، وَلَكِنْ وَرَدَ التَّخْفِيفُ في الصَّلَاةِ إِذَا أَمَّ رَجُلٌ قَوْمَاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الحَاجَةِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَرَحِمَ اللهُ تعالى ابْنَ الفَارِضَ الذي كَانَ يَقُولُ:

وَسِيرُوا عَلَى سَيْرِي، فَإِنِّي ضَعِيفُكُمْ   ***   وَرَاحِلَتِي بَيْنَ الرَّوَاحِلِ ضَالِعُ

هذا، والله تعالى أعلم.