السؤال :
ما هو الميقات المكاني للحج أو العمرة بالنسبة لأهل السودان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7834
 2017-01-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الشيخان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ.

وَقَالَ الفُقَهَاءُ: لَا يُشْتَرَطُ أَنْ يُحْرِمَ الحَاجُّ أَو المُعْتَمِرُ الآفَاقِيُّ مِنْ هَذِهِ المَوَاقِيتِ بِأَعْيَانِهَا، بَل يَكْفِي أَنْ يُحْرِمَ مِنْهَا بِذَاتِهَا، أَوْ مِنْ حَذْوِهَا، أَيْ مُحَاذَاتِهَا وَمُقَابَلَتِهَا.

وبناء على ذلك:

فَمِيقَاتُ أَهْلِ السُّودَانِ إِذَا جَاؤُوا مِنْ جِهَةِ الجَنُوبِ عَنْ طَرِيقِ اليَمَنِ يُحْرِمُونَ مِنْ يَلَمْلَمَ حِينَ مُحَاذَاتِهِ.

وَإِذَا جَاؤُوا مِنْ شَمَالِ جُدَّةَ فَمِيقَاتُهُمُ الجُحْفَةُ التي وَقَّتَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الشَّامِ، أَو مِنْ رَابِغٍ.

وَأَمَّا إِذَا جَاؤُوا مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ قَصْدَاً إلى جُدَّةَ فَإِنَّ مِيقَاتَهُمْ جُدَّةُ، لِأَنَّهُم يَصِلُونَ إلى جُدَّةَ قَبْلَ مُحَاذَاةِ مِيقَاتِ يَلَمْلَمَ وَالجُحْفَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.