السؤال :
ما حكم نوم الإنسان منبطحاً على وجهه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7991
 2017-04-24

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى أبو داود عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا».

فَانْطَلَقْنَا، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَطْعِمِينَا» فَجَاءَتْ بِحَشِيشَةٍ (طَعَامٌ يُصْنَعُ مِنْ حِنْطَةٍ) فَأَكَلْنَا.

ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَطْعِمِينَا» فَجَاءَتْ بِحَيْسَةٍ (طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ وَسُوَيْقٍ وَأَقِطٍ وَسَمْنٍ) مِثْلِ الْقَطَاةِ (ضَرْبٌ مِنَ الحَمَامِ) فَأَكَلْنَا.

ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، اسْقِينَا» فَجَاءَتْ بِعُسٍّ (هُوَ القَدَحُ العَظِيمُ) مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْنَا.

ثُمَّ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، اسْقِينَا» فَجَاءَتْ بِقَدَحٍ صَغِيرٍ فَشَرِبْنَا.

ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ بِتُّمْ، وَإِنْ شِئْتُمُ انْطَلَقْتُمْ إِلَى المَسْجِدِ».

قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ فِي المَسْجِدِ مِنَ السَّحَرِ عَلَى بَطْنِي إِذَا رَجُلٌ يُحَرِّكُنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ».

قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وفي رِوَايَةٍ لابن ماجه عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «يَا جُنَيْدِبُ، إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ».

وفي رِوَايَةٍ للترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَجُلَاً مُضْطَجِعَاً عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللهُ».

فَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ التي وَرَدَتْ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي مَا تَرَكَ خَيْرَاً يُقَرِّبُنَا إلى اللهِ تعالى إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ، وَمَا تَرَكَ شَرَّاً يُبْعِدُنَا عَنِ اللهِ تعالى إِلَّا حَذَّرَنَا مِنْهُ.

لِذَا نَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ النَّوْمَ مُنْبَطِحَاً عَلَى الوَجْهِ للرِّجَالِ أَو النِّسَاءِ مَكْرُوهٌ، وَهِيَ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ تعالى.

وبناء على ذلك:

فَالنَّوْمُ عَلَى البَطْنِ مُنْبَطِحَاً مَكْرُوهٌ، وَعَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَنَامَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ اتِّبَاعَاً للسُّنَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.