السؤال :
ما حكم قراءة سورة يس صباحاً، وسورة نوح ظهراً، وسورة النبأ عصراً، وسورة الواقعة بعد المغرب، وسورة الملك بعد العشاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8266
 2017-08-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: قِرَاءَةُ سُورَةِ يس صَبَاحَاً وَمَسَاءً، وَرَدَ فِيهَا بَعْضُ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ، روى الدارمي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَنْ قَرَأَ يس حِينَ يُصْبِحُ أُعْطِيَ يُـسْرَ يَوْمِهِ حَتَّى يُـمْسِيَ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي صَدْرِ لَيْلِةٍ أُعْطِيَ يُسْرَ لَيْلَتِهِ حَتَّى يُصْبِحَ.

وروى الدرامي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ، غُفِرَ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ» .

ثانياً: أَمَّا قِرَاءَةُ سُورَةِ الوَاقِعَةِ بَعْدَ المَغْرِبِ، فَقَدْ رَوَى ابْنُ السُّنِّيِّ في عَمَلِ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ والبيهقي، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدَاً».

قَالَ: وَقَدْ أَمَرْتُ بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

ثالثاً: أَمَّا قِرَاءَةُ سُورَةِ المُلْكِ بَعْدَ العِشَاءِ، فَقَدْ روى الحاكم والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ».

وروى الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لَا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا.

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ وَأَنَا لَا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ المُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ المَانِعَةُ، هِيَ المُنْجِيَةُ، تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ».

وروى الإمام أحمد والحاكم والترمذي عن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ.

وروى الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ» ـ يَعْنِي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ ـ.

وبناء على ذلك:

فَيُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ سُورَةِ يس صَبَاحَاً وَمَسَاءً، وَسُورَةِ الوَاقِعَةِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَسُورَةِ السَّجْدَةِ وَالمُلْكِ بَعْدَ العِشَاءِ.

أَمَّا قِرَاءَةُ سُورَةِ نُوحٍ وَالنَّبَأِ فَلَمْ يَرِدْ في قِرَاءَتِهِمَا بَعْدَ الظُّهْرِ وَالـعَصْرِ شَيْءٌ. هذا، والله تعالى أعلم.