طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ رَوَى الإمام البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».
وَلَا إِخْلَاصَ في الأَعْمَالِ إِلَّا بِالنِّيَّاتِ، وَقَدْ أَمَرَنَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وتعالى بِنَصِّ القُرْآنِ الكَرِيمِ بِالإِخْلَاصِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾.
وَعَلَى هَذَا ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى وُجُوبِ النِّيَّةِ في الغُسْلِ الوَاجِبِ، كَالغُسْلِ مِنَ الجَنَابَةِ، وَالغُسْلِ مَنَ الحَيْضِ وَالنِّفَاسِ.
وَذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ إلى سُنِّيَّةِ النِّيَّةِ في الغُسْلِ، كَالنِّيَّةِ في الوُضُوءِ.
وبناء على ذلك:
فَالنِّيَّةُ وَاجِبَةٌ في الغُسْلِ الوَاجِبِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَسُنَّةٌ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ.
أَمَّا في بَقِيَّةِ الأَغْسَالِ، فَالنِّيَّةُ سُنَّةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |