طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَقُولُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
سَلْ أُمَّكَ: مَا هِيَ جَرِيمَةُ أَهْلِ زَوْجَتِي في ذَلِكَ حَتَّى أَقْطَعَ الصِّلَةَ مَعَهُمْ؟ وَهَلْ تَرْضَى أُمُّكَ أَنْ تُعَامَلَ هَكَذَا مَعَ زَوْجِ ابْنَتِهَا؟
ثانياً: لِتَتَذَكَّرْ أُمُّكَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾؟
أُمُّكَ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهَا سَتُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَسَتَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى، فَمَا هِيَ قَائِلَةٌ لِمَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَمَا تَأْمُرُكَ بِقَطْعِ الصِّلَةِ مَعَ أَهْلِ زَوْجَتِكَ؟
ثالثاً: قَطْعُ الصِّلَةِ مَعَ أَهْلِ الزَّوْجَةِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ الشِّقَاقِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَسَبَبٌ لِتَلَاعُبِ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ بَيْنَكُمْ، فَهَلْ تَكُونُ أُمُّكَ عَوْنَاً للشَّيْطَانِ عَلَى سُوءِ العَلَاقَةِ بَيْنَكَ وَبَيْنَ زَوْجَتِكَ.
وبناء على ذلك:
فَلَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، مَا دَامَ أَهْلُ زَوْجَتِكَ يُحْسِنُونَ التَّعَامُلَ مَعَكَ، وَيُحَرِّضُونَ ابْنَتَهُمْ عَلَى حُسْنِ المُعَاشَرَةِ مَعَكَ، فَصِلْهُمْ وَاحْذَرْ مِنَ القَطِيعَةِ، لِأَنَّ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لَنَا: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.
فَكَيْفَ أَقْطَعُ الصِّلَةَ مَعَ مَنْ يُحْسِنُ إِلَيَّ؟ صِلْهُمْ وَلَا تُخْبِرْ أُمَّكَ بِذَلِكَ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَرَحِمَ اللهُ تعالى أُمَّاً أَعَانَتْ وَلَدَهَا عَلَى حُسْنِ الأَخْلَاقِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |