طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ أَجْمَعَ الفُقَهَاءُ عَلَى جَوَازِ الرُّقْيَةِ الشَّرْعِيَّةِ إِذَا تَحَقَّقَتْ فِيهَا ثَلَاثَةُ شُرُوطٍ:
أولاً: أَنْ تَكُونَ بِكَلَامِ اللهِ تعالى أَو بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، روى الإمام مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ.
فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».
ثانياً: أَنْ تَكُونَ بِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ، أَو بِمَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ مِنْ غَيْرِهِ.
ثالثاً: أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ الرُّقْيَةَ لَا تُؤَثِّرُ بِذَاتِهَا، بَلْ بِإِذْنِ اللهِ تعالى.
قَالَ الرَّبِيعُ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنِ الرُّقْيَةِ؟
فَقَال : لَا بَأْسَ أَنْ يَرْقِيَ بِكِتَابِ اللهِ، وَمَا يَعْرِفُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ.
وَسُئِل مَالِكٌ عَنِ الرُّقَى بِالأَسْمَاءِ العَجَمِيَّةِ فَقَال: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا كُفْرٌ؟
رابعاً: وَلَا تَجُوزُ الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ بِالطَّلَاسِمِ، وَلَا بِالكَلِمَاتِ غَيْرِ المَفْهُومَةِ، لِأَنَّهَا مِنَ الشَّعْوَذَةِ وَالكَذِبِ.
وبناء على ذلك:
فَإِذَا كَانَتِ الرُّقْيَةُ بِالشُّرُوطِ التي ذَكَرْنَاهَا، فَلَا حَرَجَ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَلَا حَرَجَ مَا كُتِبَ مِنْهَا؛ وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |