طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالأُضْحِيَةُ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ عَلَيْكَ شَرْعَاً، بَلْ وَلَيْسَتْ سُنَّةً مُؤَكَّدَةً في حَقِّكَ، مَا دُمْتَ غَارِقَاً بِالدُّيُونِ، وَمَا عِنْدَكَ مَقْدِرَةٌ عَلَى الوَفَاءِ.
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُضَحِّيَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْكَ إِذَا كَانَ هَذَا بِرِضَا الدَّائِنِينَ، أَو كَانَ الأَجَلُ في الدُّيُونِ التي عَلَيْكَ مَا حَلَّ، أَمَّا إِذَا لَمْ يَرْضَ الدَّائِنُونَ وَالأَجَلُ قَدْ حَلَّ، وَجَبَ عَلَيْكَ سَدَادُ الدُّيُونِ، وَكُتِبَ لَكَ أَجْرُ الأُضْحِيَةِ بِصِدْقِ نِيَّتِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى.
وبناء على ذلك:
فَإِذَا كُنْتَ مَدِينَاً، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ مَا تُسَدِّدُ بِهِ دُيُونَكَ، فَلَا تَجِبُ عَلَيْكَ الأُضْحِيَةُ وَلَا تُسَنُّ، أَمَّا إِذَا كَانَ عِنْدَكَ مَا تُسَدِّدُ بِهِ دُيُونَكَ، وَيَبْقَى عِنْدَكَ بَعْدَ سَدَادِ الدُّيُونِ بِمِقْدَارِ نِصَابِ الفِضَّةِ مَا يُعَادِلُ 700 غ مِنْهَا، فَالأُضْحِيَةٌ وَاجِبَةٌ في حَقِّكَ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ، أَو سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ.
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ إِذَا أَذِنَ لَكَ الدَّائِنُونَ بِالأُضْحِيَةِ، فَلَا حَرَجَ مِنْ أَنْ تُضَحِّيَ، وَالأَوْلَى سَدَادُ الدُّيُونِ حَتَّى تَبْرَأَ ذِمَّتُكَ أَمَامَ الدَّائِنِينَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |