طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَذْبَحَ الإِنْسَانُ أُضْحِيَتَهُ بِنَفْسِهِ إِذَا كَانَ يُتْقِنُ الذَّبْحَ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ بِيَدِهِ الشَّرِيفَةِ، روى الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
ثانياً: يَجُوزُ للإِنْسَانِ أَنْ يُوَكِّلَ غَيْرَهُ في ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ عَنْهُ، إِنْ كَانَ يُتْقِنُ الذَّبْحَ، وَكَانَ مُسْلِمَاً، سَوَاءٌ كَانَ المُضَحِّي يُتْقِنُ الذَّبْحَ أَمْ لَا.
وبناء على ذلك:
فَيَجُوزُ تَوْكِيلُ جَمْعِيَّةٍ خَيْرِيَّةٍ بِذَبْحِ الأُضْحِيَةِ، أَو شَخْصٍ مُعَيَّنٍ.
وَيَجِبُ عَلَى الوَكِيلِ أَنْ يَنْوِيَ عَنِ المُوَكِّلِ بِقَوْلِهِ: اللَّهُمَّ هَذِهِ أُضْحِيَةُ فُلَانٍ، وَإِذَا كَانَ الوَكِيلُ جَمْعِيَّةً خَيْرِيَّةً فَيَجِبُ عَلَى الجَمْعِيَّةِ أَنْ تُعَيِّنَ كُلَّ ذَبِيحَةٍ لِمَنْ، وَكُلَّمَا ذُبِحَتْ شَاةٌ يَقُولُ الذَّابِحُ: هَذِهِ عَنْ فُلَانٍ، وَإِلَّا فَلَا يَجُوزُ.
لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى مَنْ يُعْطِي لِجَمْعِيَّةٍ قِيمَةَ الأُضْحِيَةِ، أَو لِشَخْصٍ (مَا) أَنْ يُنَبِّهَهُ عَلَى ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |