طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالبَرْجِيسُ لُعْبَةٌ فَارِسِيَّةُ الأَصْلِ، مَرْغُوبَةٌ عِنْدَ النِّسَاءِ كَثِيرَاً، وَهِيَ قِطْعَةُ قِمَاشٍ مُلَوَّنَةٍ مُطَرَّزَةٍ، وَثَمَانِ قِطَعٍ مِنَ الأَحْجَارِ، كُلُّ أَرْبَعَةٍ مِنْهَا بِشَكْلٍ وَاحِدٍ، تَخُصُّ أَحَدَ اللَّاعِبَيْنِ، وَلَهَا طَرِيقَةٌ مُعَيَّنَةٌ في اللَّعِبِ تَعْتَمِدُ عَلَى الحَظِّ.
هَذِهِ اللُّعْبَةُ قَدْ يَدْخُلُهَا القِمَارُ، وَهُوَ الرِّهَانُ بَيْنَ اللَّاعِبَيْنِ، فَإِذَا كَانَتْ تَقُومُ عَلَى أَسَاس مِنَ الرِّهَانِ فَهِيَ حَرَامٌ، لِأَنَّهَا تُفْضِي إلى مُحَرَّمٍ.
وَكَذَلِكَ يَحْرُمُ اللَّعِبُ بِهَا إِذَا كَانَتْ تَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى، وَعَنِ الصَّلَاةِ، أَو عَنْ أَيِّ طَاعَةٍ مِنَ الطَّاعَاتِ، مِثْلِ بِرِّ الوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِضَاعَةِ الوَقْتِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِذَا كَانَتِ اللُّعْبَةُ مَبْنِيَّةً عَلَى أَسَاسٍ مِنَ الرِّهَانِ فَهِيَ حَرَامٌ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ سَبَبَاً لِضَيَاعِ الوَقْتِ، وَعَلَى حِسَابِ الوَاجِبَاتِ الشَّرْعِيَّةِ فَهِيَ حَرَامٌ، وَيَحْرُمُ اللَّعِبُ بِهَا إِذَا كَانَتْ تُؤَدِّي إلى كَلِمَاتِ الكُفْرِ وَالسَّبِّ وَالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ.
وَإِذَا خَلَتْ مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ فَهِيَ مَكْرُوهَةٌ تَحْرِيمَاً.
وَالمُؤْمِنُ الحَرِيصُ عَلَى وَقْتِهِ، وَالذي يَعْلَمُ بِأَنَّهُ مَسْؤُولٌ عَنْ وَقْتِهِ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، لَا يَقْتَرِبُ مِنْ هَذِهِ الأَلْعَابِ، وَخَاصَّةً النِّسَاءَ اللَّوَاتِي يُضَيِّعْنَ الوَقْتَ في اللَّعِبِ بِهَا، وَعَلَى حِسَابِ بُيُوتِهِنَّ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |