طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ جَاءَ في مُسْنَدِ البَزَّارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعانِكَ مَخْرَجَ السَّوْءِ، وَإِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعانِكَ مَدْخَلَ السَّوْءِ».
وَقَالَ المَنَاوِيُّ في فَيْضِ القَدِيرِ: (إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ) أَيْ أَرَدْتَ الخُرُوجَ، وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ بَيْتِكَ (فَصَلِّ) نَدْبَاً (رَكْعَتَيْنِ) خَفِيفَتَيْنِ، وَتَحْصُلُ بِفَرْضٍ أَو نَفْلٍ، ثُمَّ ذَكَرَ حِكْمَةَ ذَلِكَ وَأَظْهَرَهَا في قَالَبِ العِلَّةِ فَقَالَ (تَمْنَعَانِكَ مَخْرَجَ) بِفَتْحِ المِيمِ وَالرَّاءِ (السُّوءِ) بِالضَّمِّ، أَيْ مَا عَسَاهُ خَارِجَ البَيْتِ مِنَ السُّوءِ (وَإِذَا دَخَلْتَ) إِلَى (مَنْزِلِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ تَمْنَعَانِكَ مَدْخَلَ السُّوءِ) وَعَبَّرَ بِالفَاءِ في المَوْضِعَيْنِ لِيُفِيدَ أَنَّ السُّنَّةَ الفَوْرِيَّةَ بِذَلِكَ، أَيْ بِحَيْثُ يَنْسِبُ الصَّلَاةَ إلى الدُّخُولِ عُرْفَاً، فَتَفُوتُ بِطُولِ الفَصْلِ بِلَا عُذْرٍ، وَاسْتَدَلَّ بِهِ الغَزَالِيُّ عَلَى نَدْبِ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ الخُرُوجِ مِنَ المَنْزِلِ وَرَكْعَتَيْنِ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ وَفِي مَعْنَى هَذَا كُلُّ أَمْرٍ يَبْتَدِئُ بِهِ مِمَّا لَهُ وَقْعٌ، وَيَحْصُلُ فَضْلُهُمَا بِصَلَاةِ فَرْضٍ أَو نَفْلٍ نَوْيَاً أَو لَا كَالتَّحِيَّةِ.
وروى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ المُطْعِمِ بْنِ مِقْدَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا خَلَفَ عَبْدٌ عَلَى أَهْلِهِ أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يَرْكَعُهُمَا عِنْدَهُمْ حِينَ يُرِيدُ السَّفَرَ».
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَيُؤْخَذُ بِهِ في فَضَائِلِ الأَعْمَالِ، وَذَكَرَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ بِأَنَّهُ يُنْدَبُ أَنْ يُصَلِّيَ العَبْدُ رَكْعَتَيْنِ إِنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنَ إِنْ دَخَلَ.
وَمِنَ السُّنَّةِ عِنْدَ السَّفَرِ صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ سُنَّةَ السَّفَرِ قَبْلَ الخُرُوجِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |