طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: أَيْنَ أَبُو هَذِهِ الفَتَاةِ، وَأَيْنَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
أَيْنَ تَرْبِيَةُ الوَالِدِ لِهَذِهِ الفَتَاةِ؟ وَأَيْنَ مُرَاقَبَتُهُ لِابْنَتِهِ؟
هَلْ نَسِيَ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»؟ رواه الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
ثانياً: لَا يَجُوزُ للمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُسْلِمٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلَاً﴾. وَإِنْ تَزَوَّجَتْ فَزَوَاجُهَا بَاطِلٌ، وَكَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَهَذِهِ الفَتَاةُ ارْتَكَبَتْ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ في صَدَاقَتِهَا لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ، وَخَاصَّةً الرَّجُلَ الكَافِرَ، وَلَا يَحِلُّ لَهَا الزَّوَاجُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ النَّصْرَانِيِّ، وَإِنْ تَزَوَّجَتْ فَزَوَاجُهَا بَاطِلٌ، وَالأَبُ هُوَ الآثِمُ عِنْدَمَا كَانَ مُقَصِّرَاً في تَرْبِيَةِ ابْنَتِهِ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تعالى.
وَأُذَكِّرُ هَذِهِ الفَتَاةَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرَاً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالَاً مُبِينَاً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |