السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9748
 2019-06-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في صَحِيحِ الإمام البخاري في حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَجْتَمِعُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ذَنْبَهُ فَيَسْتَحِي».

وَالأَسْمَاءُ هِيَ الأَشْيَاءُ، مِنْ قَبِيلِ ذِكْرِ الاسْمِ وَإِرَادَةِ المُسَمَّى، وَمِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. فَالعَرْضُ لَا يَصِحُّ في الأَسْمَاءِ بَلْ بِالمُسَمَّيَاتِ.

وَيُؤَكِّدُ هَذَا كَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تعالى لِسَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾. فَاللهُ تعالى عَلَّمَ سَيِّدَنَا آدَمَ الأَشْيَاءَ وَأَسْمَاءَهَا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتعالى عَلَّمَ سَيِّدَنَا آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ وَذَوَاتِهَا وَصِفَاتِهَا وَأَفْعَالَهَا، وَبِذَلِكَ كَانَ سَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَفْضَلَ مِنَ المَلَائِكَةِ الكِرَامِ. هذا، والله تعالى أعلم.