السؤال :
أُمُّنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تُرْزَقْ بِوَلَدٍ، فِلَمَاذَا كَانَتْ تُكَنَّى بأم عبد الله؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9773
 2019-06-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى.

قَالَ: «فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ» يَعْنِي ابْن اخْتِهَا ـ قَالَ مُسَدَّدٌ: عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ـ.

قَالَ: فَكَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ. وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرَوَاهُ الإمام أَحمد كَذَلِكَ.

وروى ابْنُ حِبَّانَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَتَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ، وَقَالَ:  «هُوَ عَبْدُ اللهِ، وَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ» فَمَا زِلْتُ أُكَنَّى بِهَا، وَمَا وَلَدْتُ قَطُّ. وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.

وروى الإمام أحمد أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّ نِسَائِكَ لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي؟

فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اكْتَنِي أَنْتِ أُمَّ عَبْدِ اللهِ».

فَكَانَ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ عَبْدِ اللهِ حَتَّى مَاتَتْ، وَلَمْ تَلِدْ قَطُّ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالسَّيِّدَةُ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، وَعَطَّفَ اللهُ تعالى قَلْبَهَا الشَّرِيفَ عَلَيْنَا، وَعَلَى الأُمَّةِ كُلِّهَا، كَانَتْ تُكَنَّى بِأُمِّ عَبْدِ اللهِ بِأَمْرِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.