2019-07-01
 السؤال :
عَمِّي مُتَزَوِّجٌ خَالَتِي، وَأَخِي تَقَدَّمَ مِنْ خِطْبَةِ بِنْتِ خَالَتِي، وَتَمَّتِ الخُطُوبَةُ، ثُمَّ فُسِخَتِ الخُطُوبَةُ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا أَخِي أنْ نَقْطَعَ الصِّلَةَ مَعَ عَمِّي وَخَالَتِي وَأَوْلَادِهِما، وَإِلَّا فَسَيَكُونُ خِصَامٌ بَيْنَنَا، فَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9788
 2019-07-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَجِبُ عَلَى أَخِيكُمْ خَاصَّةً أَنْ يَزِيدَ في إِيمَانِهِ، وَذَلِكَ بِكَثْرَةِ تِلَاوَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَقِرَاءَةِ سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّهُ يَقِفُ عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾.

وَعَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾.

وَعَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

ثانياً: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَيَكْفِي مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ قَوْلُ اللهِ تعالى مُحَذِّرَاً مِنْ ذَلِكَ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.

يَا قَاطِعَ الرَّحِمِ، وَيَا آمِرَاً بِقَطْعِ الرَّحِمِ، تَدَبَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.

يَا قَاطِعَ الرَّحِمِ، وَيَا آمِرَاً بِقَطْعِ الرَّحِمِ، تَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَحْرُمُ عَلَى أَخِيكُمْ أَنْ يَأْمُرَكُمْ بِقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَخَاصَّةً في مِثْلِ حَالِكُمْ هَذَا، هُنَاكَ عَمٌّ وَخَالَةٌ، وَأَوْلَادُ عَمٍّ، وَأَوْلَادُ خَالَةٍ، لِمَاذَا قَطِيعَةُ هَؤُلَاءِ؟ مِنْ أَجْلِ حَظِّ نَفْسِهِ؟

إِنْ وَافَقْتُمْ أَخَاكُمْ في ذَلِكَ، وَقَعْتُمْ في مَعْصِيَتَيْنِ، الأُولَى اسْتِجَابَتُكُمْ لِأَمْرٍ فِيهِ مَعْصِيَةٌ للهِ تعالى وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْصِيَةُ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ؛ فَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، وَاحْذَرُوا مِنْ طَاعَتِهِ، وَلَكِنِ انْصَحُوهُ، وَذَكِّرُوهُ بِاللهِ تعالى، وَصِلُوا بَيْتَ عَمِّكُمْ وَخَالَتِكُمْ، وَلَا تَقْطَعُوا الصِّلَةَ مَعَ أَخِيكُمْ وَإِنْ أَسَاءَ. هذا، والله تعالى أعلم.