السؤال :
جَاءَ في صَحِيحِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى». وَفي صَحِيحِ الإِمَامِ البُخَارِيِّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً بَيْنَ ظَهْرَيِ النَّاسِ المَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا إِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى». فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ الحَدِيثَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9979
 2019-10-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ، الأَوَّلُ رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ، وَالثَّانِي رَوَاهُ الإِمَامِ البُخَارِيِّ، وَلَا تَعَارُضَ بَيْنَهُمَا، لِأَنَّ كُلَّ عَيْنٍ مِنْهُمَا عَوْرَاءُ.

وَالأَعْوَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ المَعِيبُ، لَا سِيَّمَا مَا يَخْتَصُّ بِالعَيْنِ، وَهَذَا مَا ذَكَرَهُ فُقَهَاءُ اللُّغَةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَكِلْتَا عَيْنَيِ الدَّجَّالِ مَعِيبَةٌ عَوْرَاءُ، فَإِحْدَاهُمَا مَعِيبَةٌ بِذَهَابِ ضَوْئِهَا حَتَّى ذَهَبَ إِدْرَاكُهَا، وَالأُخْرَى عَيْبُهَا بِنُتُوئِهَا.

وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَكْفِيَنَا شَرَّ الدَّجَّالِينَ الكَذَّابِينَ، وَالذينَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ مَنْ يُشَكِّكُونَ الأُمَّةَ في أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.