السؤال :
هَلْ يَجُوزُ لِإِنْسَانٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَبَرَّعَ بِدَمِهِ لِغَيْرِ المُسْلِمِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9918
 2019-09-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾.

وروى الشيخان عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟

قَالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ».

وروى الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».

وَمِنَ الأَخْلَاقِ الحَسَنَةِ مَعُونَةُ الإِنْسَانِ غَيْرِ المُسْلِمِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَحَارِبَاً للمُسْلِمِينَ؛ وَالمُعِينُ لَهُ أَجْرٌ عِنْدَ اللهِ تعالى.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا حَرَجَ مِنْ تَبَرُّعِ المُسْلِمِ بِدَمِهِ لِغَيْرِ المُسْلِمِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَحَارِبَاً للمُسْلِمِينَ، لَعَلَّ اللهَ تعالى يَهْدِيَهِ للإِسْلَامِ وَيَشْرَحُ صَدْرَهُ إِلَيْهِ، عِنْدَمَا يَرَى هَذَا الإِحْسَانَ مِنَ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ. هذا، والله تعالى أعلم.