122ـ مع الحبيب المصطفى: «إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ»

 

 مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

122ـ  «إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ»

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ من أَجَلِّ وأعظَمِ نِعَمِ الله تعالى على عَبدِهِ بَعدَ نِعمَةِ الإيمانِ بالله تعالى، والإيمانِ بِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هيَ نِعمَةُ البَصَرِ، قال تعالى مُذَكِّراً بهذهِ النِّعمَةِ: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾.

تَصَوَّرْ يا عَبدَ الله، وتَصَوَّرِي يا أَمَةَ الله، لو أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَلَقَكَ وخَلَقَكِ بِعَينَينِ عَمياوانِ، كَيفَ تَستَطِيعانِ أن تَتَمَتَّعان بِمتاعِ الحَياةِ الدُّنيا؟ فَاقِدُ البَصَرِ يَعيشُ في عَالَمٍ والنَّاسُ المُبصِرونَ يَعيشونَ في عَالَمٍ آخَرَ، ولكن إذا صَبَرَ فَاقِدُ البَصَرِ على هذهِ المُصيبَةِ، واحتَسَبَ أمرَهُ عِندَ الله تعالى عَوَّضَهُ اللهُ تعالى عَنهُما الجَنَّةَ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ قَالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ». يُرِيدُ عَيْنَيْهِ.

أيُّها الإخوة الكرام: بِنِعمَةِ البَصَرِ تَنظُرُ في مَلَكوتِ السَّماواتِ والأرضِ، وبها تَنظُرُ في كِتابِ الله عزَّ وجلَّ، وبها تَنظُرُ إلى أَبَوَيكَ نَظرَةَ رَحمَةٍ، وبها تَنظُرُ إلى طَعَامِكَ وشَرَابِكَ وزَوجَتِكَ وأولادِكَ، وبها تَتَحَرَّكُ وتَقضِي حَوَائِجَكَ، نِعمَةٌ لا تَعدِلُها نِعمَةٌ.

ولكن وبِكُلِّ أَسَفٍ هُناكَ البَعضُ من اشتَغَلَ بِنِعمَةِ البَصَرِ فيما لا يُرضِي اللهَ عزَّ وجلَّ، فهوَ يَعصِي اللهَ تعالى بِها لَيلاً ونَهاراً، في اللَّيلِ على شَاشَاتِ التِّلفازِ والشَّبَكَةِ العَنكَبوتِيَّةِ، وفي النَّهارِ يُطلِقُ بَصَرَهُ فيما حَرَّمَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ، فَكَأَنَّهُ جَعَلَ هذهِ النِّعمَةَ مُخَصَّصَةً لِمُخَالَفَةِ أمرِ الله عزَّ وجلَّ.

اِضبِطْ بَصَرَكَ بأمرِ الله تعالى:

أيُّها الإخوة الكرام: النُّفوسُ جُبِلَت على حُبِّ من يُحسِنُ إلَيها، وهل هُناكَ مُحسِنٌ أحسَنَ إلَيكَ غَيرَ الله تعالى؟! لقد أحسَنَ اللهُ إلَينا بِنِعمَةِ البَصَرِ، فهل قَابَلنا هذهِ النِّعمَةَ بالشُّكرِ أم بالكُفرِ؟ قال تعالى حِكَايَةً عن سَيِّدِنا سُلَيمانَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾.

فَيَا صَاحِبَ نِعمَةِ البَصَرِ، اِضبِطْ بَصَرَكَ بأمرِ الله عزَّ وجلَّ، ويا صَاحِبَةَ نِعمَةِ البَصَرِ، اِضبِطي بَصَرَكِ بأمرِ الله عزَّ وجلَّ، ولْيَذْعَنِ الجَميعُ إلى قَولِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾.

ما أجمَلَ المُجتَمَعَ الإسلامِيَّ المُتَعاوِنَ على طَاعَةِ الله عزَّ وجلَّ، ما أجمَلَ الرَّجُلَ إذا غَضَّ بَصَرَهُ، وحَفِظَ فَرْجَهُ، وما أجمَلَ المَرأَةَ إذا غَضَّتْ بَصَرَها، وحَفِظَتْ فَرْجَها، ولم تُبدِ زِينَتَها، فهل تَرَونَ مُجتَمَعَاً طَاهِراً أطهَرَ من مُجتَمَعِ المُسلِمينَ؟

أيُّها الإخوة الكرام: إذا تَسَاءَلنا لماذا أمَرَ اللهُ تعالى بِغَضِّ البَصَرِ، وحِفْظِ الفَرْجِ للرِّجالِ، وأمَرَ بِغَضِّ البَصَرِ، وحِفْظِ الفَرْجِ وعَدَمِ إبداءِ الزِّينَةِ للنِّساءِ؟ فإنَّ الجَوابَ يَأتي من الله تعالى: ﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾.

فمن أرادَ طَهَارَةَ المُجتَمَعِ، وتَزكِيَةَ نَفسِهِ لِكَي يُفلِحَ في الدُّنيا والآخِرَةِ فَعَلَيهِ بِغَضِّ البَصَرِ، وحِفْظِ الفَرْجِ.

حَكِّمْ أمرَ الله تعالى في بَصَرِكَ:

أيُّها الإخوة الكرام: يا من رَضِيتُم بالله تعالى رَبَّاً، وبالإسلامِ دِيناً، وبِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً رَسولاً، يا من تَشَرَّفتُم بالدُّخولِ في دِينِ الله عزَّ وجلَّ، يا من أسبَغَ اللهُ عَلَيكُم نِعمَةَ الإيمانِ فَحَبَّبَهُ إلى قُلوبِكُم، يا من شَرَحَ اللهُ صُدُورَكُم للإسلامِ، وقد حُرِمَ هذهِ النِّعمَةَ الكَثيرُ من خَلْقِ الله تعالى، قولوا لِكُلِّ مُؤمِنٍ ولِكُلِّ مُؤمِنَةٍ، حَكِّمْ أمرَ الله تعالى في بَصَرِكَ، وتَرجِمْ صِدْقَ إيمانِكَ بامتِثالِ أمرِ مَولاكَ عزَّ وجلَّ، وتَشَرَّفْ بأنْ تَكونَ مَأموراً من قِبَلِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لأنَّكَ أعلَنتَ إيمانَكَ بالاختِيارِ لا بالقَهْرِ، واعلَمْ بأنَّكَ لَستَ مَتروكاً لِهَواكَ، ولا لِنَفسِكَ الأمَّارَةِ بالسُّوءِ، فأنتَ مَحكومٌ في كُلِّ جُزئِيَّةٍ من جُزئِيَّاتِكَ، وفي كُلِّ تَصَرُّفٍ من تَصَرُّفاتِكَ، وما ذاكَ إلا لِسَلامَتِكَ في الدُّنيا والآخِرَةِ، فَكُنْ لله عزَّ وجلَّ في جَميعِ حَرَكَاتِكَ وسَكَنَاتِكَ لِيُسعِدَكَ مَولاكَ في دُنياكَ وآخِرَتِكَ ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ العَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ﴾.

﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَضْبِطْ نِعمَةَ البَصَرِ بأمرِ الله عزَّ وجلَّ، ولا نُكَدِّرْ هذهِ النِّعمَةَ بِمَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، ولْيَذْكُرْ كُلُّ وَاحِدٍ منَّا قَولَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. وقَولَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. وقَولَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. وقَولَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾.

فيا من خَلَوْتَ في جَوْفِ اللَّيلِ، اِعلَمْ بأنَّ اللهَ يَراكَ، ويا من سِرْتَ في الطَّريقِ، اعلَمْ بأنَّ اللهَ تعالى ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾. فلا تُغضِبْ رَبَّكَ عزَّ وجلَّ بِمُخَالَفَةِ أمرِهِ ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾. وكذلكَ أنتِ يا أُختاهُ لا تُغضِبي رَبَّكِ بِمُخَالَفَةِ أمرِهِ ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: سُئِلَ الجُنَيدُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: بِمَ يُستعانُ على غَضِّ البَصَرِ؟

قال: بِعِلمِكَ أنَّ نَظَرَ الله إِلَيكَ أَسبَقُ من نَظَرِكَ إلى مَا تَنظُرُهُ.

أنتَ وأنتِ تَنظُرانِ إلى ما حَرَّمَ اللهُ تعالى، وأنتُما فَقِيرانِ إلَيهِ تعالى، تَجتَرِئانِ على مَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، واللهُ يَنظُرُ إلَيكُما، ونَظَرُهُ أسرَعُ من نَظَرِكُما، تَنظُرانِ بِنِعمَةِ الله عزَّ وجلَّ إلى مَعصِيَةِ الله تعالى، ما هذهِ الجُرْأَةُ؟ وأنتُما على يَقينٍ بأنَّ اللهَ تعالى قَادِرٌ على إضعافِ البَصَرِ، كما أنَّهُ قَادِرٌ على أخْذِهِ بَعدَ العَطاءِ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ﴾. ومن طَمْسِ الله على العَينَينِ في الدُّنيا كانَت عَاقِبَةُ العَبدِ وَخيمَةً في الآخِرَةِ، قال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمَّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً﴾.

«زِنَا العَيْنِ النَّظَرُ»:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ إلى تَحذيرِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، روى الإمام البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِن الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ».

وروى الإمام مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي.

وروى الإمام أحمد في مُسنَدِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا عَلِيُّ، إِنَّ لَكَ كَنْزاً مِن الْجَنَّةِ، وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا، فَلَا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: أَجَلُّ وأعظَمُ نِعمَةٍ عَلَينا بَعدَ نِعمَةِ الإيمانِ بالله ورَسولِهِ واليَومِ الآخِرِ، هيَ نِعمَةُ البَصَرِ، واللهِ لو قُمنا اللَّيلَ وصُمنا النَّهارَ ما أدَّينا شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ، فهيَ نِعمَةٌ ذاتُ حَدَّينِ، إمَّا أن نَصرِفَها في طَاعَةِ الله، وبذلكَ نَسعَدُ، وإمَّا أن نَصرِفَها في مَعصِيَةِ الله، وبذلكَ نَشقى والعِياذُ بالله تعالى.

أيُّها الإخوة الكرام: العَبدُ لا يَعرِفُ قِيمَةَ النِّعمَةِ إلا إذا سُلِبَها، فَنِعمَةُ العَافِيَةِ لا تُعرَفُ إلا بالمَرَضِ، ونِعمَةِ الشِّبَعِ لا تُعرَفُ إلا بالجُوعِ، ونِعمَةُ الأمنِ لا تُعرَفُ إلا بالخَوفِ، ونِعمَةُ الحُرِّيَّةِ لا تُعرَفُ إلا بالسَّجْنِ، ونِعمَةُ الغِنَى لا تُعرَفُ إلا بالفَقْرِ، ونِعمَةُ البَصَرِ لا تُعرَفُ إلا بِمَرَضِها أو بِسَلْبِها.

أسألُ اللهَ تعالى أن يُوَفِّقَنا لِشُكرِهِ على نِعمَةِ البَصَرِ، وأن يُمَتِّعَنا بها إلى نِهَايَةِ أجَلِنا. ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾. اللَّهُمَّ أكرِمْنا بذلكَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 26/جمادى الأولى/1435هـ، الموافق: 27/آذار/ 2014م