36ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1435هـ: ثمرات الاستقامة

 

36ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1435هـ: ثمرات الاستقامة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: الاستِقَامَةَ الاستِقَامَةَ، الرَّبُّ وَاحِدٌ في كُلِّ الشُّهُورِ، لا تَكُونُوا مِمَّن أَعرَضَ بَعدَ الإقبَالِ، ولا مِمَّن عَصَى بَعدَ الطَّاعَةِ، ولا مِمَّن قَطَعَ بَعدَ الوَصْلِ، ولا مِمَّن دُنِّسَ بَعدَ الطَّهَارَةِ، ولا مِمَّن عَادَ إلى الظُّلُمَاتِ بَعدَ أن أَنقَذَهُ اللهُ تعالى مِنهَا.

يَا عِبَادَ اللهِ، اِلتَزِمُوا قَولَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾. وقَولَ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. وقَولَ اللهِ تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾. وقَولَ اللهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾.

والتَزِمُوا قَولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَرَفتَ فَالزَمْ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ الْحَارِثِ بن مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ثَمَرَاتُ الاستِقَامَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: رَبُّنَا عزَّ وجلَّ أَمَرَ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾. وَأَمَرَ كُلَّ من كَانَ في مَعِيَّتِهِ الشَّرِيفَةِ، فقَالَ: ﴿وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾. فهل نَحنُ مِمَّن تَابَ وصَدَقَ في التَّوبَةِ، وكَانَ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِيَتَشَرَّفَ بهذا الأمرِ ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ﴾؟ اللَّهُمَّ اجعَلنَا مِنهُم.

أيُّها الإخوة الكرام: من فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَينَا، أن أَكرَمَنَا بما أَمَرَنَا بِهِ، لأنَّ خَيرَهُ عَائِدٌ عَلَينَا، فهوَ غَنِيٌّ عن العَالَمِينَ «يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَن اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. ومن زِيَادَةِ الفَضْلِ أن أَكرَمَنَا بِثِمَارِ الطَّاعَةِ لأمْرِهِ تعالى، من هذهِ الثِّمَارِ:

أولاً: دُخُول الجَنَّةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من ثَمَرَاتِ الاستِقَامَةِ دُخُولُ الجَنَّةِ.

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: «يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ».

قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.

وفي رِوَايَةٍ للترمذي عن أَبِي بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالاً فَقَالَ: «يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ، مَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، فَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مُرَبَّعٍ مُشْرِفٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟

فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِن الْعَرَبِ.

فَقُلْتُ: أَنَا عَرَبِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟

قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ.

قُلْتُ: أَنَا قُرَشِيٌّ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟

قَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ.

قُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟

قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ».

فَقَالَ بِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ قَطُّ إِلَّا تَوَضَّأْتُ عِنْدَهَا، وَرَأَيْتُ أَنَّ للهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بِهِمَا».

فهل عَرَفنَا ثَمَرَةَ الاستِقَامَةِ على الطَّاعَاتِ؟

ثانياً: مَحَبَّةُ اللهِ تعالى للعَبدِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من ثَمَرَاتِ الاستِقَامَةِ مَحَبَّةُ اللهِ تعالى للعَبدِ، وكَفَى  بها ثَمَرَةً وكَرَامَةً.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».

أيُّها الإخوة الكرام: تَدَبَّرُوا قَولَ اللهِ تعالى: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» فَفِيهِ دَلِيلٌ على الحَثِّ عَلى الاستِقَامَةِ والمُدَاوَمَةِ على العَمَلِ حتَّى يَأتِيَ اليَقِينُ ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

فهل عَرَفنَا ثَمَرَةَ الاستِقَامَةِ على الطَّاعَاتِ؟

ثالثاً: تَكفِيرُ الخَطَايَا والآثَامِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من ثَمَرَاتِ الاستِقَامَةِ أَنَّهَا تُكَفِّرُ الخَطَايَا والآثَامِ، وكَفَى بِهَا نِعمَةً.

روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْراً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟».

قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ.

قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا».

فهل عَرَفنَا ثَمَرَةَ الاستِقَامَةِ على الطَّاعَاتِ؟

رابعاً: نَجَاةٌ من كُرُبَاتِ الدُّنيا والآخِرَةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من ثَمَرَاتِ الاستِقَامَةِ أَنَّهَا تُنَجِّي المُستَقِيمَ من كُرُبَاتِ الدُّنيا والآخِرَةِ.

روى الحاكم عن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ يعرِفْكَ في الشِّدةِ».

فمن استَقَامَ على امتِثَالِ أمرِ اللهِ تعالى، وخَاصَّةً أَيَّامَ الرَّخَاءِ، كَانَ اللهُ تعالى لَهُ أَيَّامَ الشَّدَائِدِ.

وأَعطَانَا رَبُّنَا عزَّ وجلَّ مِثَالاً لذلكَ سَيِّدَنَا يُونُسَ عَلَيهِ السَّلامُ، عِندَمَا ابتَلَعَهُ الحُوتُ، وصَارَ في ظُلُمَاتٍ ثَلاثَةٍ، أَنقَذَهُ اللهُ تعالى من ذلكَ الكَربِ، قال تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ في تَفسِيرِهِ عِندَ هذهِ الآيَةِ: فَأَقبَلَت هذهِ الدَّعوَةُ تَحُفُّ بالعَرشِ.

فَقَالَتِ المَلائِكَةُ: يا ربِّ، صَوتٌ ضَعِيفٌ مَعرُوفٌ من بِلادٍ غَرِيبَةٍ؟

فَقَالَ: أَمَا تَعرِفُونَ ذاكَ؟

قالوا: لا يا ربِّ، ومن هوَ؟

قَالَ: عَبدِي يُونُسَ.

قالوا: عَبدُكَ يُونُسَ الذي لم يَزَلْ يُرفَعْ لَهُ عَمَلٌ مُتَقَبَّلٌ، وَدَعوَةٌ مُجَابَةٌ؟

قَالَ: نَعَم.

قالوا: يا ربِّ، أَوَلا تَرحَمُ ما كَانَ يَصنَعُ في الرَّخَاءِ فَتُنَجِّيَهُ من البَلاءِ؟

قال: بَلى؛ فَأَمَرَ الحُوتَ فَطَرَحَهُ في العَرَاءِ. اهـ.

قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ  لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾.

هذا في الدُّنيا، أمَّا في الآخِرَةِ، فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾. هؤلاءِ فَعَلُوا الحَسَنَاتِ، واستَمَرُّوا واستَقَامُوا عَلَيهَا حتَّى مَاتُوا عَلَيهَا.

فهل عَرَفنَا ثَمَرَةَ الاستِقَامَةِ على الطَّاعَاتِ؟

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: مِن ثَمَرَاتِ الاستِقَامَةِ على الطَّاعَاتِ حُسنُ الخَاتِمَةِ، قال تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾.

فَعَلَيَّ وعَلَيكُم بالاستِقَامَةِ، وأن نُكثِرَ من الدُّعَاءِ للهِ تعالى، ونَجعَلَ دُعَاءَنَا للهِ تعالى وحَاجَتَنَا إلَيهِ أن نَطلُبَ مِنهُ أن يُعِينَنَا على ما طَلَبَهُ مِنَّا، فَخَيرُ ما نَطلُبُهُ من اللهِ تعالى، ما هوَ طَالِبُهُ مِنَّا.

اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبَادَتِكَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 1/شوال /1435هـ، الموافق: 28/تموز / 2014م