25ـ أشراط الساعة: انفتاح الدنيا, والتنافس فيها

 

 أشراط الساعة

25ـ انفتاح الدنيا، والتنافس فيها

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: من الأُمُورِ التي أَخْبَرَ عَنهَا سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وحَذَّرَ أُمَّتَهُ مِنهَا، وأَخْبَرَ عَنهَا أَنَّهَا سَتَقَعُ، فَوَقَعَتْ كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، اِنْفِتَاحُ الدُّنيَا، والتَّنَافُسُ فِيهَا، وهذا مَا حَصَلَ، وهوَ الذي نُلاحِظُهُ، وخَاصَّةً في هذا الزَّمَانِ، كَيفَ بَدَأَتِ الأُمَمُ على شَكْلِ أَفْرَادٍ أو جَمَاعَاتٍ تَتَنَافَسُ على الدُّنيَا، فَهُنَاكَ مَن يَتَنَافَسُ على الأَرضِ، وهُنَاكَ مَن يَتَنَافَسُ على كُنُوزِ الأَرضِ، وهُنَاكَ مَن يَتَنَافَسُ على مَنَابِعِ المِيَاهِ .......

روى الشيخان عَن عَمْرو بْن عَوْفٍ، وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرَاً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ.

فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِن الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ؟».

قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ.

قَالَ: «فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ».

وروى الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟».

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، تَتَنَافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ، ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ ـ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ـ ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ».

أيُّها الإخوة الكرام: يَسْأَلُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ: إذا فُتِحَتْ عَلَيكُمُ الدُّنيَا، وجَاءَتِ الغَنَائِمُ من فَارِسَ والرُّومِ، على أَيِّ حَالٍ تَكُونُونَ؟ هَل تَبْقَونَ على حَالِكُم، أم تَتَغَيَّرُ أَحْوَالُكُم؟ وماذا تَصْنَعُونَ في رَخَاءِ العَيْشِ؟

فَأَجَابَ عَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: نَقُولُ الذي أَمَرَنَا اللهُ تعالى بِهِ: ﴿حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ﴾. لأَنَّهُ فَهِمَ من سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَافَ عَلَيهِمُ الفِتْنَةَ من بَسْطِ الدُّنيَا عَلَيهِم.

أو نَقُولُ الذي أَمَرَنَا اللهُ تعالى بِهِ من الحَمْدِ والثَّنَاءِ والشُّكْرِ للهِ تعالى على مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَينَا، ونَسْأَلُهُ المَزِيدَ من فَضْلِهِ.

فَأَجَابَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ غَيْرَ ذلكَ؟» يَعنِي: غَيْرَ الذي قُلْتَهُ من الشُّكْرِ، فَسَوفَ تَتَنَافَسُونَ إلى أَخْذِ الدُّنيَا، ثمَّ تَتَحَاسَدُونَ بَعدَ الأَخْذِ، ثمَّ تَتَقَاطَعُونَ، ثمَّ تَتَبَاغَضُونَ، حَتَّى يَكُونَ الخِلافُ والقِتَالُ والهَلاكُ، حَتَّى يَكُونَ المَسَاكِينُ أُمَرَاءَ بَعْضُهُم على بَعْضٍ.

لا يَخْشَى على الأُمَّةِ من الشِّرْكِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَخْشَى على الأُمَّةِ أن تُفْتَحَ عَلَيهَا الدُّنيَا، لأَنَّهُ إذا فُتِحَتْ عَلَيهِمُ الدُّنيَا، فَسَوفَ يَتَنَافَسُونَ فِيهَا، حَتَّى يَصِلُوا إلى دَرَجَةِ قَتْلِ بَعْضِهِمُ البَعْضِ من أَجْلِهَا.

روى الإمام البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَاً فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي واللهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَإِنِّي واللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا».

وروى كذلكَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ».

قِيلَ: وَمَا بَرَكَاتُ الْأَرْضِ؟

قَالَ: «زَهْرَةُ الدُّنْيَا».

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: هَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟

فَصَمَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ جَبِينِهِ فَقَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟».

قَالَ: أَنَا.

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَقَدْ حَمِدْنَاهُ حِينَ طَلَعَ ذَلِكَ.

قَالَ: «لَا يَأْتِي الْخَيْرُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ مَا أَنْبَتَ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطَاً أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرَةِ أَكَلَتْ، حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ، فَاجْتَرَّتْ وَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ حُلْوَةٌ، مَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَنِعْمَ الْمَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ».

قَولُهُ: لَقَدْ حَمِدْنَاهُ حِينَ طَلَعَ ذَلِكَ: يَعنِي: حَمِدُوا ذاكَ الرَّجُلَ، لأَنَّ سُؤَالَهُ صَارَ سَبَبَاً لاسْتِفَادَتِهِم مِنهُ.

الرَّبِيعُ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ؛ حَبَطَاً: تُمْعِنُ في الأَكْلِ حَتَّى تَنْتَفِخَ فَتَمُوتَ.

أَوْ يُلِمُّ: يَقْرُبُ أن يُقْتَلَ؛ اجْتَرَّتْ: مَا في بَطْنِهَا فَمَضَغَتْهُ ثَانِيَةً؛ ثَلَطَتْ: أَلْقَتْ مَا في بَطْنِهَا رَقِيقَاً.

أيُّها الإخوة الكرام: هذا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ من أَبْلَغِ الكَلامِ في التَّحْذِيرِ من الدُّنيَا والرُّكُونِ إلى نَضَارَتِهَا، فالمُؤمِنُ لا يَأْخُذُ من الدُّنيَا إلا قَدْرَ حَاجَتِهِ، ولا تَرُوقُهُ زَهْرَتُهَا فَتُهْلِكُهُ.

خَطَرُ الحِرْصِ على المَالِ:

أيُّها الإخوة الكرام: إِنَّ الحِرْصَ على الدُّنيَا سَبَبٌ لِفَسَادِ دِينِ الإِنسَانِ، ولقد ضَرَبَ سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَثَلاً لذلكَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ».

قِيلَ لِبَعْضِ الحُكَمَاءِ: إِنَّ فُلانَاً جَمَعَ مَالاً.

قَالَ: فَهَل جَمَعَ أَيَّامَاً يُنْفِقُهُ فِيهَا؟

قِيلَ: لا.

قَالَ: مَا جَمَعَ شَيْئَاً.

وقَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: الحِرْصُ حِرْصَانِ، حِرْصٌ فَاجِعٌ، وحِرْصٌ نَافِعٌ.

فَأَمَّا النَّافِعُ، فَحِرْصُ المَرْءِ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وأمَّا الحِرْصُ الفَاجِعُ، فَحِرْصُ المَرْءِ على الدُّنيَا، وهوَ مَشْغُولٌ مُعَذَّبٌ، لا يُسَرُّ ولا يَلَذُّ بِجَمْعِهِ لِشُغْلِهِ، فلا يَفْرَغُ من مَحَبَّةِ الدُّنيَا لآخِرَتِهِ.

وكَتَبَ بَعْضُ الحُكَمَاءِ إلى أَخٍ لَهُ كَانَ حَرِيصَاً على الدُّنيَا، أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّكَ إِنْ أَصْبَحْتَ حَرِيصَاً على الدُّنيَا تَخْدِمُهَا، وهيَ تُخْرِجُكَ عَن نَفْسِهَا بالأَعْرَاضِ والأَمْرَاضِ والآفَاتِ والعِلَلِ، كَأَنَّكَ لَمْ تَرَ حَرِيصَاً مَحْرُومَاً، أو زَاهِدَاً مَرْزُوقَاً، ولا مَيْتَاً عَن كَثِيرٍ، ولا مُتَبَلِّغَاً من الدُّنيَا باليَسِيرِ.

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: أَخْطَرُ فِتْنَةٍ على الإِنسَانِ فِتْنَةُ المَالِ، ثمَّ فِتْنَةُ الجَاهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطَاً﴾.

وقَد بَيَّنَ سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خُطُورَةَ هَاتَينِ الفِتْنَتَينِ، بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ».

إِنَّ حِرْصَ المَرْءِ على المَالِ والشَّرَفِ أَشَدُّ فَسَادَاً للدِّينِ من الذِّئْبَيْنِ الجَائِعَيْنِ أُرْسِلا في غَنَمٍ.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى أن يُخْرِجَ من قُلُوبِنَا حُبَّ الدُّنيَا والشَّرَفِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 19/جمادى الثانية /1436هـ، الموافق: 8/نيسان / 2015م