41ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم: حرص سيدنا علي رَضِيَ اللهُ عَنهُ على التبليغ

 

 مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

41ـ حرص سيدنا علي رَضِيَ اللهُ عَنهُ على التبليغ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد أَوْجَبَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى على عَالَمِ البَشَرِيَّةِ الذينَ أَدْرَكَتْهُم رِسَالَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ من عِنْدِ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ، كَمَا هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْهِم أَنْ يُؤْمِنُوا باللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعَاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ باللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ».

أَسْبَقِيَّةُ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ للإِسْلامِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ من السَّابِقِينَ للدُّخُولِ في الإِسْلامِ، فَهُوَ أَوَّلُ الفِتْيَانِ إِيمَانَاً بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِسْلامُهُ حَقِيقِيَّاً، وَأَعْطَى الإِسْلامَ حَقَّهُ.

لَقَد اهْتَمَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مُنْذُ أَنْ أَسْلَمَ بالقُرْآنِ العَظِيمِ تِلاوَةً وَحِفْظَاً وَفَهْمَاً وَتَدَبُّرَاً وَتَأَمُّلَاً وَسُلُوكَاً، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَتَلَقَّى القُرْآنَ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُبَاشَرَةً، حَتَّى حَفِظَهُ، وَصَارَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ غَزِيرَةٌ بالقُرْآنِ العَظِيمِ، إِضَافَةً إلى السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، والسِّيرَةِ المُطَهَّرَةِ.

أيُّها الإخوة الكرام: الحُبُّ الصَّادِقُ يَفْعَلُ الأَعَاجِيبَ، لَقَد كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُحِبُّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حُبَّاً عَظِيمَاً جَمَّاً، وَعِنْدَمَا سُئِلَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَيْفَ كَانَ حُبُّكُم لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

قَالَ: كَانَ واللهِ أَحَبَّ إِلَيْنَا من أَمْوَالِنَا وَأَوْلَادِنَا وَآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، ومن المَاءِ البَارِدِ على الظَّمَأِ.

أيُّها الإخوة الكرام: المُحِبُّ الصَّادِقُ، والمُؤْمِنُ الصَّادِقُ، هُوَ        الذي يُعْطِي الصُّورَةَ الصَّحِيحَةَ عَن حُبِّهِ وَإِيمَانِهِ بِمَنْ أَحَبَّ، وَسَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَعْطَى مَقَامَ النُّبُوَّةِ حَقَّهُ، وذلكَ من خِلالِ الاقْتِدَاءِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَعْمَالِهِ، وَكَانَ يُحَرِّضُ الأُمَّةَ على ذلكَ، يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وَاقْتَدُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الهُدَى، وَاسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السُّنَنِ.

حِرْصُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على طَاعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد قَرَأَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾. وَقَرَأَ قَوْلَهُ تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

وَسَمِعَ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟

قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: من هذا المُنْطَلَقِ كَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ من أَحْرَصِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم على طَاعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ.

وَكَانَ يَقُولُ: أَلَا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ ولا يُوحَى إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا اسْتَطَعْتُ.

وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُحَارِبُ كُلَّ مَا يُنَاقِضُ الاتِّبَاعَ، لأَنَّ الدِّينَ بالنَّقْلِ لا بالعَقْلِ، فَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: لَوْ كَانَ الدِّينُ بالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الخُفِّ أَوْلَى بالمَسْحِ من أَعْلَاهُ.

حِرْصُهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على تَبْلِيغِ دَلائِلِ نُبُوَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: المُحِبُّ الصَّادِقُ في مَحَبَّتِهِ دَائِمَاً وَأَبَدَاً يَتَحَدَّثُ عَن مَحْبُوبِهِ، وَلَقَد كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على تَبْلِيغِ الأُمَّةِ بَعْضَ دَلائِلِ النُبُوَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: بَعْضُ دَلائِلِ النُبُوَّةِ التي أَخْبَرَ عَنْهَا سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:

أولاً: روى الإمام أحمد في مُسْنَدِهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اشْتَكَيْتُ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرَاً فَاشْفِنِي ـ أَوْ عَافِنِي ـ وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ قُلْتَ؟»

فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْفِهِ ـ أَوْ عَافِهِ ـ».

قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ.

وهذا من دَلائِلِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثانياً: روى الإمام أحمد والبيهقي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِن الْأَنْبِيَاءِ».

فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هُوَ؟

قَالَ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورَاً، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ».

وهذا من دَلائِلِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثالثاً: روى الإمام الترمذي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَخَرَجْنَا فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا، فَمَا اسْتَقْبَلَهُ جَبَلٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا وَهُوَ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ.

وهذا من دَلائِلِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: المُحِبُّ الصَّادِقُ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ الذي يَكُونُ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على صِدْقِ النَّقْلِ عَنْ مَحْبُوبِهِ، ولا يَنْقُلُ إلا بَعْدَ التَّثَبُّتِ.

من هذا المُنْطَلَقِ، كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على تَحْذِيرِ الأُمَّةِ من الكَذِبِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ من خِلالِ تَبْلِيغِهِ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الحاكم عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ أَتَاهُ نَاسٌ من قُرَيْشٍ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّا حُلَفَاؤُكَ وَقَوْمُكَ، وَإِنَّهُ لَحِقَ بِكَ أَرِقَّاؤُنَا لَيْسَ لَهُم رَغْبَةً في الإِسْلَامِ، وَإِنَّمَا فَرُّوا من العَمَلِ، فَارْدُدْهُم عَلَيْنَا؛ فَشَاوَرَ أَبَا بَكْرٍ في أَمْرِهِم.

فَقَالَ: صَدَقُوا يَا رَسُولَ اللهِ.

فَقَالَ لِعُمَرَ: «مَا تَرَى؟».

فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَيَبْعَثَنَّ اللهُ عَلَيْكُم رَجُلَاً مِنْكُم، امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ للإِيمَانِ، فَيَضْرِبَ رِقَابَكُم على الدِّينِ».

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «لا».

قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ: «لا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ في المَسْجِدِ» وَقَد كَانَ أَلْقَى نَعْلَهُ إلى عَلِيٍّ يَخْصِفُهَا. (الخَصْفُ: إِصْلَاحُ النَّعْلِ وَخِيَاطَتُهُ بالمِخْرَزِ).

ثمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ من يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ».

وروى ابن ماجه عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثَاً وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ».

أيُّها الإخوة الكرام: بَلْ كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ حَرِيصَاً كُلَّ الحِرْصِ على عَدَمِ تَحْدِيثِ النَّاسِ بِمَا لا تُدْرِكُهُ عُقُولُهُم، روى الإمام البخاري عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟!

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُوَفِّقَنَا جَمِيعَاً لِتَبْلِيغِ شَمَائِلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلِتَبْلِيغِ حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَللتَّبْلِيغِ عَنْهُ وَلَوْ آيَةً من كِتَابِ اللهِ عزَّ وجلَّ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

 

الخميس: 30/ محرم /1437هـ، الموافق: 12/تشرين الثاني / 2015م