29-دروس رمضانية 1437هـ:إنه يوم المرجع

.

دروس رمضانية 1437هـ

29ـ إنه يوم المرجع

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: حَقِيقَةٌ سَمَّاهَا اللهُ تعالى في القُرْآنِ العَظِيمِ بِالحَقِّ، قَالَ تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾.

المَوْتُ الذي يُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، المَوْتُ الذي نَفِرُّ مِنْهُ، هُوَ مُلَاقِينَا أَيْنَمَا كُنَّا، هَذَا المَوْتُ لَهُ سَكَرَاتٌ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾. وَقَالَهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحْتَضَرُ، روى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ؛ فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ؛ فَلَيَّنْتُهُ، فَأَمَرَّهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ».

ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى» حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ.

وفي رِوَايَةٍ للترمذي قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى غَمَرَاتِ المَوْتِ أَوْ سَكَرَاتِ المَوْتِ».

وَلَكِنْ مَا أَجْمَلَهَا عِنْدَمَا تَأْتِي تِلْكَ السَّكَرَاتُ، وَالعَبْدُ يَقُولُ كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ». ذِكْرُ اللهِ تعالى عِنْدَ الشَّدَائِدِ يُهَوِّنُهَا، ذِكْرُ اللهِ تعالى عِنْدَ الكُرُبَاتِ يُسَهِّلُهَا؛ وَالسَّعِيدُ مَنْ خُتِمَ لَهُ على قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ».

الفِتْنَةُ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ أَمَرَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَعِيذَ بِاللهِ تعالى مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رَوَاهُ الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ».

فَهُنَاكَ فِتْنَةٌ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَدَعُ هَذَا العَبْدَ حَتَّى تَخْرُجَ رُوحُهُ مِنْ جَسَدِهِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ» رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: يُذْكَرُ بِأَنَّ الإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ وَلَدُهُ عَبْدُ اللهِ، وَهُوَ مَغْمُورٌ: قُلْ: لَا إِلَهَ إلا اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ.

لَا بَعْدُ؛ فَحَزِنَ وَلَدُهُ حُزْنَاً شَدِيدَاً لِظَنِّهِ رَدَّهُ عَلَيْهِ؛ فَأَفَاقَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ غَمْرَتِهِ، وَأَخْبَرَ وَلَدَهُ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ حَضَرَهُ إذْ ذَاكَ، وَقَالَ لَهُ: نَجَوْت مِنِّي يَا أَحْمَدُ، لِيُدْخِلَ عَلَيْهِ عُجْبَهُ بِنَفْسِهِ.

فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: لَا بَعْدُ؛ أَيْ لَا أَنْجُو مِنْك إلَّا بَعْدَ مَوْتِي، وَمَا دُمْت حَيَّاً فَإِنِّي عَلَى حَذَرٍ مِنْك.

هَكَذَا شَأْنُ العَارِفِينَ بِاللهِ تعالى، على حَالَةِ حَذَرٍ مِنَ الشَّيْطَانِ الذي قَالَ تعالى فِيهِ: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: يُذْكَرُ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي العَبْدَ المُحْتَضَرَ، وَهُوَ يُرِيدُ إِضْلَالَهُ، وَسُوءَ خَاتِمَتِهِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ وَيَقُولُ لَهُ: مُتْ يَهُودِيَّاً، فَإِنَّهُ خَيْرُ الأَدْيَانِ؛ أَو يَقُولُ لَهُ: مُتْ نَصْرَانِيَّاً، فَإِنَّهُ خَيْرُ الأَدْيَانِ.

يَا رَبُّ اجْعَلْنَا مِنَ النَّاطِقِينَ بِالشَّهَادَتَيْنِ عِنْدَ الغَرْغَرَةِ، وَثَبِّتْنَا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: حُسْنُ الخَاتِمَةِ هُوَ الشُّغْلُ الشَّاغِلُ للمُؤْمِنِ، لِأَنَّهُ مَنْ خُتِمَ لَهُ على الإِيمَانِ، وعلى قَوْلِ: لَا إِلَهَ إلا اللهُ سَعِدَ، وَمَنْ أَرَادَ هَذَا الفَضْلَ العَظِيمَ العَمِيمَ فَلْيَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْـمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلَاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾.

هَؤُلَاءِ أَهْلُ التَّذَكُّرِ، أَهْلُ الاسْتِقَامَةِ، أَهْلُ الإِخْلَاصِ، هُمُ الذينَ يُثَبِّتُهُمُ اللهُ تعالى بِالقَوْلِ الثَّابِتِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ﴾.

وَلْنَسْمَعْ إلى هَذِهِ البِشَارَةِ مِنَ الصَّادِقِ المَصْدُوقِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للعَبْدِ المُؤْمِنِ، روى الإمام أحمد عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْـمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْـمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ؛ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ؛ فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْـمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْـمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾. مَنْ أَيْقَنَ المَوْتَ خَشِيَ الفَوْتَ، وَمَنْ أَيْقَنَ الحِسَابَ خَشِيَ العَذَابَ.

إِذَا جَاءَتْ سَكْرَاتُ المَوْتِ، يَضِيعُ الجَاهُ، وَيَضِيعُ السُّلْطَانُ، وَيَضِيعُ المَالُ، وَيَذْهَبُ كُلُّ شَيْءٍ، وَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئَاً ﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْـمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾.

إِنَّهُ يَوْمُ المَرْجِعِ، إِنَّهُ يَوْمُ العَوْدَةِ، إِنَّهُ تَحْقِيقُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾. انْتَهَتِ الدُّنْيَا، وَانْتَهَى الأَجَلُ، وَانْتَهَى الاخْتِبَارُ، وَجَاءَ وَقْتُ العَرْضِ على اللهِ تعالى.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: نَامَ هَارُونُ الرَّشِيدُ على فِرَاشِ المَوْتِ، فَنَظَرَ إلى جَاهِهِ وَمَالِهِ، ثمَّ قَالَ: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾. وَقَالَ لِإِخْوَانِهِ: أُرِيدُ أَنْ أَرَى قَبْرِي الذي سَأُدْفَنُ فِيهِ.

فَحَمَلُوا هَارُونَ إلى قَبْرِهِ؛ فَنَظَرَ هَارُونُ إلى القَبْرِ وَبَكَى، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ وَقَالَ: يَا مَنْ لَا يَزُولُ مُلْكُهُ، ارْحَمْ مَنْ قَدْ زَالَ مُلْكُهُ.

يَا رَبُّ اجْعَلْنَا فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

              الاثنين: 15/ رمضان /1437هـ، الموافق: 20/ حزيران / 2016م