128- نحو أسرة مسلمة:الزوجة سلاح ذو حدين

نحو أسرة مسلمة

128ـ الزوجة سلاح ذو حدين

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: فَإِنَّ مِنْ سُنَنِ اللهِ تعالى في خَلْقِهِ، أَنَّ الرَّجُلَ مُتَمِّمٌ للمَرْأَةِ، وَالمَرْأَةَ مُتَمِّمَةٌ للرَّجُلِ، وَلَا غِنَى لِأَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ، وَلَقَد شَرَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا الزَّوَاجَ، وَجَعَلَهُ السَّبِيلَ الوَحِيدَ الكَرِيمَ الحَلَالَ الذي أَذِنَ اللهُ تعالى بِهِ، وَحَرَّمَ مَا سِوَاهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾.

الزَّوَاجُ فِيهِ تَكْرِيمٌ للرَّجُلِ، وَصِيَانَةٌ للمَرْأَةِ، وَحِفْظٌ للأَبْنَاءِ مِنَ الضَّيَاعِ، وَسَلَامَةٌ للمُجْتَمَعِ مِنَ الانْحِلَالِ، وَنَجَاةٌ مِنَ الأَمْرَاضِ التي تُلَاحِقُ المُنْحَرِفِينَ مِنْ طُلَّابِ المُتْعَةِ الحَرَامِ، مِصْدَاقَاً لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» رواه ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ الزَّوْجَةَ الصَّالِحَةَ هِيَ مِنَ أَسْبَابِ السَّعَادَةِ للعَبْدِ المُؤْمِنِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْـمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْـمَسْكَنُ الصَّالِحُ، وَالْـمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْـمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْـمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْـمَرْكَبُ السُّوءُ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الزَّوْجَةُ سِلَاحٌ ذُو حَدَّيْنِ، فَالسَّعِيدُ مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ تعالى بِزَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، وَالشَّقِيُّ مَنِ ابْتُلِيَ بِزَوْجَةِ سُوءٍ؛ وَقَد سُئِلَ أَحَدُ الأَعْرَابِ عَنْ صِفَاتِ المَرْأَةِ السُّوءِ، فَقَالَ: شَرُّهُنَّ المِمْرَاضُ، لِسَانُهَا كَأَنَّهُ حَرْبَةٌ، تَبْكِي مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ، وَتَضْحَكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، كَلَامُهَا وَعِيدٌ، وَصَوْتُهَا شَدِيدٌ، تَدْفِنُ الحَسَنَاتِ، وَتُفْشِي السَّيِّئَاتِ، تُعِينُ الزَّمَانَ على زَوْجِهَا، وَلَا تُعِينُ زَوْجَهَا على الزَّمَانِ، إِنْ دَخَلَ خَرَجَتْ، وَإِنْ خَرَجَ دَخَلَتْ، وَإِنْ ضَحِكَ بَكَتْ، وَإِنْ بَكَى ضَحِكَتْ، تَبْكِي وَهِيَ ظَالِمَةٌ، وَتَشْهَدُ وَهِيَ غَائِبَةٌ، قَدَ دَلَّى لِسَانُهَا بِالزُّورِ، وَسَالَ دَمْعُهَا بِالفُجُورِ، ابْتَلَاهَا اللهُ بِالوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَعَظَائِمِ الأُمُورِ؛ هَذِهِ هِيَ شَرُّ النِّسَاءِ.

البَحْثُ عَنْ مَنْبَتٍ حَسَنٍ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا كَانَتِ المَرْأَةُ سِلَاحَاً ذَا حَدَّيْنِ، وَجَبَ على مُرِيدِ الزَّوَاجِ أَنْ يَخْتَارَ المَرْأَةَ الصَّالِحَةَ مِنَ المَنْبَتِ الحَسَنِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ» رواه ابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

وَيَقُولُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: مَا رَفَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ ـ بَعْدَ الإِيمَانِ باللهِ تعالى ـ بِمِثْلِ مَنْكَحِ صِدْقٍ، وَلَا وَضَعَ نَفْسَهُ ـ بَعْدَ الكُفْرِ باللهِ تعالى ـ بِمِثْلِ مَنْكَحِ سُوءٍ.

وَيَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:

وَأَوَّلُ خُبْثِ المَاءِ خُبْثُ تُرَابِهِ   ***   وَأَوَّلُ خُبْثِ القَوْمِ خُبْثُ المَنَاكِحِ

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: المَرْأَةُ السُّوءُ على بَعْلِهَا كَالحِمْلِ الثَّقِيلِ على الشَّيْخِ الكَبِيرِ، وَالمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ كَالتَّاجِ المُرَصَّعِ بَالذَّهَبِ، كُلَّمَا رَآهَا قَرَّتْ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهَا.

الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ جَنَّةُ السَّعَادَةِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ هِيَ جَنَّةُ السَّعَادَةِ، التي تَخْلَعُ أَحْزَانَ الزَّوْجِ عَنْهُ بِمُجَرَّدِ أَنْ يَدْخُلَ إلى بَيْتِهَا، الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ هِيَ التي تَتَأَسَّى بِأُمِّنَا السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: السَّيِّدَةُ خَدِيجَةُ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنهَا كَانَتْ حَبِيبَةً وَسَيِّدَةً في قَلْبِ الحَبِيبِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَقَد ضَرَبَتْ أَرْوَعَ الأَمْثِلَةِ للزَّوْجَةِ المُسْلِمَةِ الصَّالِحَةِ.

أَوَّلَاً: لَا شَيْءَ أَعَزَّ عَلَيْهَا مِنْ بَسْمَةِ رِضَاً مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَد كَانَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا حَرِيصَةً على أَنْ تَرَى بَسْمَةَ رِضَاً مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَا شَيْءَ مَهْمَا كَانَ شَاءَهُ إلا بَذَلَتْهُ لَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، فَلَقَد رَأَتْهُ حَرِيصَاً على غُلَامِهَا زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَسَارَعَتْ تُقَدِّمُهُ إِلَيْهِ هَدِيَّةً، وَتَهَبُهُ لَهُ مِلْكَاً خَالِصَاً.

وَعِنْدَمَا ضَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّاً إلى كَفَالَتِهِ لَمَّا اشْتَدَّتِ السِّنُونُ بِأَبِي طَالِبٍ وَضَاقَتْ بِهِ الحَالُ، تَأَمَّلَ في وُدِّهَا وَرِعَايَتِهَا لِعَلِيٍّ، حَيْثُ بَسَطَتْ يَدَهُ في مَالِهَا، لَا تُراجِعُهُ في أَمْرٍ، وَلَا تَرُدُّهُ عَمَّا يَشَاءُ.

وَانْظُرُوا إلى إِكْرَامِهَا وَلُطْفِ مُعَامَلَتِهَا مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا حُبِّبَتْ إِلَيْهِ الخَلْوَةُ، وَصَارَ يَتَّجِهُ إلى غَارِ حِرَاءَ في جَبَلِ النُّورِ، يَعْتَكِفُ مُتَأَمِّلَاً، وَيَتَعَبَّدُ مُتَأَمِّلاً، فَلَمْ تُعَاتِبْهُ على غِيَابٍ، وَلَمْ تَسْأَلْهُ عَنْ ذَهَابٍ أَو إِيَابٍ، وَلَمْ يَكُنْ مَوْقِفُهَا في هَذَا مَوْقِفَ الرَّاضِي المُسْتَسْلِمِ فَحَسْبُ، وَإِنَّمَا مَوقِفَ المُعِينِ الدَّاعِمِ، تُجَهِّزُ وَتُعِدُّ لَهُ مَا يَحْتَاجُهُ في خَلْوَتِهِ تِلْكَ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَمِهَادٍ، تُجَهِّزُهُ قَبْلَ خُرُوجِهِ، وَتَحْمِلُ إِلَيْهِ إِنْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ، وَتُرْسِلُ إِلَيْهِ إِنْ تَأَخَّرَ، بَلْ وَتَحْمِلُهُ بِنَفْسِهَا إلى حِرَاءَ، الذي لَا يَقِلُّ بُعْدُهُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، تَصْعَدُ إلى ذُرْوَةِ هَذَا الجَبَلِ الشَّاهِقِ، حَيْثُ الغَارُ القَائِمُ إلى اليَوْمِ، يُجْهِدُ الفَتَى الصَّاعِدَ إِلَيْهِ، فَمَا بَالُكَ بِهَا رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَأَرْضَاهَا، وَكَانَ مَكْثُهُ في الغَارِ بِضْعَةَ أَيَّامٍ قَدْ تُكْمِلُ عَشَرَةً، وَقَدْ تَزِيدُ حَتَّى تَبْلُغَ شَهْرَاً، خَاصَّةً في رَمَضَانَ الذي كَانَ كَثِيرَاً مَا يُتِمُّهُ في خَلْوَتِهِ.

ثَانِيَاً: كَانَ جَوَابُهَا يَصُبُّ السَّكِينَةَ في الوِجْدَانِ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَمَّا جَاءَهُ الحَقُّ وَهُوَ في غَارِ حِرَاءَ، نَزَلَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِصُورَةِ إِنْسَانٍ، فَقَالَ: اقْرَأْ.

قَالَ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي (ضَمَّنِي وَعَصَرَنِي، وَالْغَطُّ: حَبْسُ النَّفَسِ) حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ (بَلَغَ الْغَطُّ مِنِّي غَايَةَ وُسْعِي) ثُمَّ أَرْسَلَنِي».

فَقَالَ: اقْرَأْ.

قُلْتُ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي».

فَقَالَ: اقْرَأْ.

فَقُلْتُ: «مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي».

فَقَالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾.

فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي».

فَزَمَّلُوهُ، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْـمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

وَهُنَا تَقِفُ العُقُولُ في عَجَبٍ مِنْ يَقِينِ هَذِهِ المَرْأَةِ الفَذَّةِ وَجَوَابِهَا لِزَوْجِهَا في هَذَا المَوْقِفِ الذي يُزَلْزِلُ صَنَادِيدَ الرِّجَالِ، وَيَبْعَثُ أَوَّلَ مَا يَبْعَثُ في أَيِّ امْرَأَةٍ سِوَاهَا الخَوْفَ وَالجَزَعَ.

وَلَكِنَّهَا خَدِيجَةُ الحَازِمَةُ المُتَطَلِّعَةُ إلى نَبَأِ الغَيْبِ، المُتَشَوِّقَةُ إلى أَمَلِهَا في أَنْ يَكُونَ زَوْجُهَا الحَبِيبُ صَاحِبَ البُشْرَى، وَمَوْئِلَ النُّبُوَّةِ، وَمَقْصِدَ الوَحْيِ مِنَ السَّمَاءِ، فَكَانَ جَوَابُهَا الذي صَبَّ في وِجْدَانِهِ السَّكِينَةَ: كَلَّا وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ (مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلى العَمَلِ وَالكَسبِ) وَتَكْسِبُ الْـمَعْدُومَ (تَسْعَى فِي طَلَبِ عَاجِزٍ تُنْعِشهُ) وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ. رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

مَا أَرْوَعَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مِنْكِ يَا أُمَّاهُ، وَمَا أَجَلَّ مَا حَبَاكِ بِهِ اللهُ يَا أَيُّتَهَا الطَّاهِرَةُ مِنْ عَقْلٍ وَحِكْمَةٍ!! وَمَا أَعْظَمَ مَا اسْتَقْبَلْتِ بِهِ النَّبَأَ الذي هَزَّ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَرَوَّعَهُ! وَهَكَذَا جَعَلَهَا اللهُ تعالى عَوْنَاً وَوَزِيرَاً لِحَبِيبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، تَشُدُّ أَزْرَهُ وَتُثَبِّتُهُ ـ جَعَلَنَا اللهُ تعالى على قَدَمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ نِسَاءَنَا كَالسَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا وَأَرْضَاهَا. آمين ـ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اليَوْمَ لِأَنْ تَكُونَ نِسَاؤُنَا بِهَذِهِ الأَخْلَاقِ، أَخْلَاقِ أُمِّنَا السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَكَمْ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ لِأَنْ تَكُونَ أَخْلَاقُنَا كَأَخْلَاقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، في بَيْتِهِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَفي المُجْتَمَعِ بِشَكْلٍ عَامٍّ.

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 23/ رجب /1437هـ، الموافق: 1/ أيار / 2016م