37-دروس رمضانية 1437هـ:أنت باب الله تعالى

.

دروس رمضانية 1437هـ

37ـ أنت باب الله تعالى

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هِيَ سَبَبٌ لِعَرْضِ اسْمِ المُصَلِّي على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى ابْنُ النَّجَّارِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَه أَعْطَى مَلَكَاً مِنَ المَلَائِكَةِ أَسْمَاعَ الخَلْقِ، فَهُوَ قَائِمٌ على قَبْرِي إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، لَا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَدٌ صَلَاةً إلا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، صَلَّى عَلَيْكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، فَيُصَلِّي الرَّبُّ على ذَلِكَ الرَّجُلِ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَاً».

وروى البَزَّارُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِقَبْرِي مَلَكَاً أَعْطَاهُ أَسْمَاعَ الْخَلَائِقِ ـ وفي رِوَايَةٍ: أَسْمَاءَ الخَلَائِقِ ـ  فَلَا يُصَلِّي عَلَيَّ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا أَبْلَغَنِي بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، هَذَا فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ قَدْ صَلَّى عَلَيْكَ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ للهِ تَعَالَى مَلَكَاً أعْطاهُ سَمْعَ العِبادِ، فَلَيْسَ مِنْ أحَدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إلا أَبْلَغَنِيهَا، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيَّ عَبْدٌ صَلَاةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَيَكْفِي العَبْدَ شَرَفَاً وَنُبْلَاً وَكَرَامَةً وَفَضْلَاً أَنْ يُذْكَرَ اسْمُهُ بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

إِذَا أَنْتَ أَكْثَرْتَ الصَّلَاةَ على الذي   ***   صَـلَّى عَـلَـيْـهِ اللهُ في الآيَـاتِ

وَجَـعَـلْـتَـهَا وِرْدَاً عَـلَـيْـكَ مُحَـتَّمَاً   ***   لَاحَتْ عَلَيْكَ دَلَائِلُ الخَيْرَاتِ

عَرْضُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: صَلَاتُنَا على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تُعْرَضُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في قَبْرِهِ الشَّرِيفِ، لِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ في قَبْرِهِ الشَّرِيفِ حَيَاةً لَا يَعْلَمُهَا إلا اللهُ تعالى.

روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» .

وروى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً بَلَغَتْنِي صَلَاتُهُ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَكُتِبَ لَهُ سِوَى ذَلِكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ».

روى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورَاً، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدَاً، وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ».

وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَبْلُغُهُ صَلَاةُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِهِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ».

فَأَكْرِمْ وَأَنْعِمْ بِمَنْ يُصَلِّي على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ، وَبِمَنْ يُسَلِّمُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَيَرُدُّ السَّلَامَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَلَيْسَ مَنْ أَحَبَّ أَكْثَرَ ذِكْرَ مَنْ أَحَبَّ، وَمَا أَحَبَّ؟ فَالصَّلَاةُ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بُرْهَانُ صِدْقِ المُحِبِّ، وَدَلِيلُ ارْتِبَاطٍ، وَعَلَامَةُ وَصْلٍ بَيْنَ المُحِبِّ وَمَحْبُوبِهِ.

فَمَنْ صَلَّى على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صَارَ مَحْبُوبَاً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَذَلِكَ عِنْدَ المَلَائِكَةِ الكِرَامِ، وإلا كَانَ العَبْدُ مَحْجُوبَاً عَنِ اللهِ تعالى، أَمَا قَالَ سَيِّدُنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه البيهقي؛ وَرُوِيَ مَرْفُوعَاً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الصِّلَةُ الدَّالَّةُ على اللهِ تعالى، وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَابُ اللهِ تعالى، فَأَيُّ امْرِئٍ أَتَاهُ مِنْ غَيْرِهِ لَا يَدْخُلُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: السَّعَادَةُ كُلُّ السَّعَادَةِ في القُرْبِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَكُونُ العَبْدُ قَرِيبَاً مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلا بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ وَالهَنَاءَةُ كُلُّ الهَنَاءَةِ في اتِّبَاعِهِ وَالاقْتِدَاءِ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 19/ رمضان /1437هـ، الموافق: 24/ حزيران / 2016م