38-دروس رمضانية 1437هـ: لِنُرِ اللهَ من أنفسنا خيراً

.

دروس رمضانية 1437هـ

38ـ لِنُرِ اللهَ من أنفسنا خيراً

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عَلَيْنَا أَنْ نُرِيَ اللهَ تعالى مِنْ أَنْفُسِنَا خَيْرَاً، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الأَيَّامِ المُتَبَقِّيَةِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّمَ لِأَنْفُسِنَا أَعْمَالَاً صَالِحَةً نَسْتَوْدِعُهَا عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرَاً وَأَعْظَمَ أَجْرَاً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّمَ لِأَنْفُسِنَا أَعْمَالَاً صَالِحَةً تُبَيِّضُ وُجُوهَنَا يَوْمَ تُعْرَضُ على اللهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَالمُؤْمِنِينَ ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّمَ لِأَنْفُسِنَا أَعْمَالَاً صَالِحَةً لِيَوْمٍ ﴿لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. لِيَوْمٍ ﴿تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرَاً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيدَاً﴾. لِيَوْمٍ ﴿يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً﴾. لِيَوْمٍ ﴿يَفِرُّ الْـمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾. لِيَوْمٍ ﴿يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثَاً﴾. لِيَوْمٍ ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾.

المَرْجِعُ إلى اللهِ تعالى:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: في يَوْمٍ كَثُرَ فِيهِ الفِسْقُ وَالفُجُورُ، وَنَأَى النَّاسُ عَنِ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةِ بِسَبَبِ نِسْيَانِهِمْ يَوْمَ المَعَادِ الذي يَرْجِعُ فِيهِ العِبَادُ إلى اللهِ تعالى، كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى مَنْ يُذَكِّرُنَا بِالحَقِيقَةِ الوَاعِظَةِ التي نَقَشَهَا سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على خَاتَمِهِ: كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظَاً يَا عُمَرُ. رواه الإمام مالك.

كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى مَنْ يُذَكِّرُنَا بِهَذِهِ الحَقِيقَةِ التي تَعِظُ كُلَّ قَلْبٍ فِيهِ بَقِيَّةُ خَيْرٍ، وَفِيهِ أَثَرُ إِيمَانٍ بِاللهِ تعالى وَبِاليَوْمِ الآخِرِ؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى مَنْ يُذَكِّرُنَا بِالوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى، وَأَنَّ الشَّاهِدَ على العَبْدِ يَوْمَئِذٍ جِلْدُهُ، وَرِجْلُهُ، وَيَدُهُ، قَالَ تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى مَنْ يُذَكِّرُنَا بِهَذِهِ الحَقِيقَةِ التي يَقُولُ اللهُ تعالى عَنْهَا: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمَّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْـمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾. حَقِيقَةٌ وَاضِحَةٌ ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾.

وَإِذَا كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ فَالنَّتِيجَةُ أَنَّا سَوْفَ نُسْأَلُ، عِنْدَمَا يَقِفُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى وَحِيدَاً للحِسَابِ ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾. وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» رواه الشيخان عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

مَاذَا سَيَقُولُ المُرَابِي، وَالرَّاشِي وَالمُرْتَشِي؟ مَاذَا سَيَقُولُ مَنْ لَمْ يَغُضَّ بَصَرَهُ وَلَمْ يَحْفَظْ فَرْجَهُ؟ مَاذَا سَيَقُولُ مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً على زَوْجِهَا، أَو على أَهْلِهَا؟ وَمَاذَا سَتَقُولُ مَنْ أَفْسَدَتْ على الرَّجُلِ حَيَاتَهُ الزَّوْجِيَّةَ؟ مَاذَا سَيَقُولُ الظَّالِمُ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ؟

اللهُ تعالى يُمْهِلُ وَلَا يُهْمِلُ:

أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لِنَتَأَمَّلْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْـمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾.

كُونُوا على يَقِينٍ أَنَّهُ لَا يَقَعُ شَيْءٌ في مُلْكِهِ إلا بِقَدَرِهِ، يُمْهِلُ وَلَا يُهْمِلُ، وَيُمْلِي للظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، أَيْنَ الظَّالِمُ فِرْعَوْنُ وَأَبُو جَهْلٍ وَقَارُونُ؟ أَيْنَ عَادٌ وَثَمُودُ؟ أَيْنَ الطَّوَاغِيتُ؟

فَكُلُّ مَا يَقَعُ بِقَدَرِهِ، وَالمَلَائِكَةُ تُسَجِّلُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، وَكُلَّ حَرَكَةٍ وَسَكَنَةٍ، وَتَجْمَعُ في كِتَابٍ، ثمَّ يُقَالُ للعَبْدِ: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبَاً﴾. وَعِنْدَهَا تَرَى المُجْرِمِينَ الذينَ كَانُوا في غَفْلَةٍ عَنْ هَذَا ﴿مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرَاً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً﴾.

المَرْجِعُ إلى اللهِ تعالى، وَالمَرَدُّ إِلَيْهِ، وَصَدَقَ اللهُ تعالى القَائِلُ: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَاللهِ الذي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، المَوْعِدُ عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾. وَالمَرَدُّ إلى اللهِ تعالى، وَالوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى، لَيْسَ هُنَاكَ مِنْ شَفِيعٍ وَلَا حَمِيمٍ يُطَاعُ إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلَاً، لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ يَخْفَى، وَلَيْسَ هُنَاكَ جُزْءٌ مِنَ المَسْؤُولِيَّةِ تُسْتَثْنَى ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولَاً﴾. ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾. على كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، على كُلِّ شَارِدَةٍ وَوَارِدَةٍ، على كُلِّ سِرٍّ وَعَلَنٍ، على كُلِّ خَفِيٍّ وَظَاهِرٍ ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾.

هُنَاكَ تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ مِنْ أَعْمَالٍ وَأَقْوَالٍ، كُلُّ ذَلِكَ مَبْسُوطٌ مَنْشُورٌ ﴿يَوْمَ تُبْلَى الـسَّرَائِرُ﴾. كُلُّ شَيْءٍ ظَاهِرٌ ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾. حَتَّى النَّوَايَا الخَفِيَّةُ تُصْبِحُ ظَاهِرَةً جَلِيَّةً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى.

فَمَا كُلٌّ مِنَّا قَائِلٌ للهِ تَبَارَكَ تعالى؟

روى أبو داود والحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ؟».

قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ؛ فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا فِي ثَلَاثِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدَاً، عِنْدَ المِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَمْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكُتُبِ حَتَّى يُقَالَ: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ﴾. حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، حَافَّتَاهُ كَلَالِيبُ كَثِيرَةٌ وَحَسَكٌ كَثِيرٌ، يَحْبِسُ اللهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَيَنْجُو أَمْ لَا».

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُعِينَنَا على ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ. آمين.

**        **     **

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 19/ رمضان /1437هـ، الموافق: 24/ حزيران / 2016م