31ـالإنسان في القرآن العظيم : إلى متى نبقى في العصيان؟

 

الإنسان في القرآن العظيم

31ـ إلى متى نبقى في العصيان؟

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَو أَنَّ الأَمْرَ كَانَ يَنْتَهِي بِالمَوْتِ لَكَانَ هَيِّنَاً وَسَهْلَاً، وَلَكِنْ مَعَ شِدَّتِهِ وَهَوْلِهِ هُوَ أَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَ المَوْتِ، فَالقَبْرُ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ، أَو رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَلَو كَانَ الأَمْرُ يَنْتَهِي بِذَلِكَ، لَكَانَ هَيِّنَاً وَسَهْلَاً، وَلَكِنْ مَا بَعْدَ القَبْرِ وُقُوفٌ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الكَبِيرِ المُتَعَالِ، فَيَنْظُرُ العَبْدُ يَمِينَاً فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ شِمَالَاً فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ.

يَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ عَظِيمٍ، وَيَا لَهُ مِنْ خَطْبٍ كَبِيرٍ، عِنْدَ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْ قُبُورهِمْ، حَيْثُ ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾.

يَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ عَظِيمٍ، عِنْدَمَا يَخُوضُ النَّاسُ في عَرَقِهِمْ كُلٌّ حَسْبَ عَمَلِهِ، مِنْهُمْ مَنْ يَلْجُمُهُ العَرَقُ لَجْمَاً، الشَّمْسُ دَانِيَةٌ مِنَ الرُّؤُوسِ، لَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسَاً، الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا نَفْسِي نَفْسِي.

روى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُبْكِيكِ؟».

قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدَاً: عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ﴾. حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ».

«وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: المَوْتُ وَمَا بَعْدَهُ، وَمَا بَعْدَ المَوْتِ أَمْرٌ خَطِيرٌ، فَالسَّعِيدُ مَنْ سَارَعَ إلى التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ وَالرُّجُوعِ إلى اللهِ تعالى، وَكَانَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ غِوَايَةِ الشَّيْطَانِ الذي يَدعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.

لَقَدْ قَطَعَ إِبْلِيسُ عَلَى نَفْسِهِ العَهْدَ لِإِغْوَاءِ النَّاسِ جَمِيعَاً إِلَّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ﴾.

وَلَكِنْ مِنْ فَضْلِ اللهِ تعالى وَرَحْمَتِهِ، أَنَّهُ لَا يَزَالُ ذَا مَغْفِرَةٍ مَا دَامَ العَبْدُ يَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ، روى الإمام أحمد والحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ.

فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا، نَعْصِيهِ ثُمَّ نَسْتَغْفِرُهُ فَيَغْفِرُ، وَبِئْسَ العَبْدُ الذي يُعْرِضُ عَنْ مَوْلَاهُ الغَفُورِ الرَّحِيمِ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبَاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ.

ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبَاً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ.

ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبَّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ».

إلى مَتَى نَبْقَى في العِصْيَانِ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إلى مَتَى نَبْقَى في العِصْيَانِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

سَيِّدُنَا آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَعْصِيَةٍ وَاحِدَةٍ أَخْرَجَهُ اللهُ تعالى مِنَ الجَنَّةِ، فَإِلَى مَتَى نَعْصِيهِ تَبَارَكَ وتعالى؟

جَمِيعُ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ النِّعَمِ هِبَةٌ مِنَ اللهِ تعالى، فَإِلَى مَتَى نَعْصِيهِ تَبَارَكَ وتعالى؟

هَـبِ الْـبَعْثَ لَمْ تَأْتِنَا رُسْلُهُ   ***   وَجَـاحِـمَـةَ الـنَّـارِ لَــــــمْ تُضْرَمِ

أَلَيْسَ مِنَ الْوَاجِبِ المُسْتَحَ    ***   قِّ عَلَى ذَوِي الْوَرَى الشُّكْرُ لِلْمُنْعِمِ؟

إِلَى مَتَى نَعْصِيهِ تَبَارَكَ وتعالى مَعَ النَّذْرِ التي ذَكَرَهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ العَظِيمِ؟

أَنَسِينَا قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ المَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾؟

أَنَسِينَا قَوْلَهُ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾؟

إِلَى مَتَى نَعْصِيهِ تَبَارَكَ وتعالى؟ هَلْ صَارَ الرَّانُ عَلَى القُلُوبِ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى؟ ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾؟ إِذَا صَارَ الرَّانُ عَلَى القَلْبُ، فَإِنَّهُ لَا يُشْعِرُ صَاحِبَهُ بِمَرَارَةِ المَعْصِيَةِ، بَلْ تَهُونُ عَلَيْهِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتُ وَالكَبَائِرُ، وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.

رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ   ***   وَيُـتْـبِـعُهَا الذُّلَّ إِدْمَانُهَا

وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ    ***   وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: المَعَاصِي تُسَوِّدُ الوُجُوهَ، وَتُضَيِّقُ الصُّدُورَ ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَـشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.

المَعَاصِي تُمِيتُ القُلُوبَ، وَتَحْرِمُ نِعْمَةَ العِلْمِ، كَمَا قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

شَكَوْتُ إلى وَكيعٍ سُوءَ حِفْظِي   ***   فَأَرْشَدَنِي إِلى تَرْكِ المَعاصِي

وَأَخْـبَـرَنِي بِأَنَّ الـعِـلْـــمَ نُورٌ    ***   وَنُـورُ اللهِ لَا يُهْدَى لِعَاصِي

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَاللهِ لَو كَانَتِ الأُمُورُ تَنْتَهِي عِنْدَ المَوْتِ فَلَا إِشْكَالَ، وَلَو كَانَتْ تَنْتَهِي بِعَذَابِ القَبْرِ فَلَا إِشْكَالَ، وَلَكِنْ بَعْدَ القَبْرِ حَشْرٌ وَنَشْرٌ، وَجَنَّةٌ أَو نَارٌ، وَإِنَّ غَمْسَةً في نَارِ جَهَنَّمَ تُنْسِي العَبْدَ جَمِيعَ نِعَمِ الدُّنْيَا، روى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرَاً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ.

وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسَاً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسَاً قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ».

تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً، وَأَكْرِمْنَا بِصِدْقِ التَّوْبَةِ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 11/ رجب /1439هـ، الموافق: 28/ آذار / 2018م