32ـ الإنسان في القرآن العظيم :يا أيها العبد المذنب الخطاء

 

الإنسان في القرآن العظيم

32ـ يا أيها العبد المذنب الخطاء

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ أَعْظَمِ الخُسْرَانِ الذي يَقَعُ فِيهِ العَبْدُ إِصْرَارُهُ عَلَى الذَّنْبِ، وَمُكَابَرَتُهُ، وَعِنَادُهُ، وَتَبْرِيرُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ المَوْتُ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ.

يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾؟

أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾؟

أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلَاً صَالِحَاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحَاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابَاً﴾؟

يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، أَمَا سَمِعْتَ خِطَابَ اللهِ تعالى وَهُوَ يَقُول لَكَ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئَاً لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»؟ رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَمَا سَمِعْتَ وَهُوَ يُنَادِيكَ وَيُنَادِينَا: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَمَا سَمِعْتَ وَهُوَ يُنَادِي إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ: «هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟»؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ. رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

أَمَا عَلِمْنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: «بِأَنَّ اللهَ تعالى يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا». رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللهُ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: اللهُ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ، وَمِنْ تَمَامِ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ يَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَاً يُرْضِيهِ عَنْهُ، وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ مَغْفِرَةِ اللهِ تعالى لِعَبْدِهِ، أَنْ يَرْحَمَ العَبْدُ جَمِيعَ خَلْقِ اللهِ تعالى.

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ امْرَأَةً بَغِيَّاً رَأَتْ كَلْبَاً فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَاـ أَي: أَخْرَجَتْ الَماءَ لَهُ بِخُفِّهَا ـ فَغُفِرَ لَهَا».

هَذِهِ المَرْأَةُ البَغِيُّ كَانَتْ مُصِرَّةً عَلَى المَعَاصِي وَالفُجُورِ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا انْكَسَرَ قَلْبُهَا عَلَى هَذَا المَخْلُوقِ ـ الكَلْبِ ـ وَأَرَادَتْ أَنْ تَرْحَمَهُ، شَكَرَ اللهُ تعالى لَهَا فِعْلَهَا، فَغَفَرَ ذُنُوبَهَا، فَكَيْفَ بِمَنْ يَرْحَمُ خَلْقَ اللهِ تعالى مِنْ عَالَمِ الإِنْسِ؟

وَهَذَا رَجُلٌ يُزِيلُ عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ غُصْنَ شَوْكٍ فَيَغْفِرُ اللهُ تعالى لَهُ، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ شَيْئَاً يُؤْذِيهِمْ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كُتِبَ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ، أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ». مَا أَعْظَمَ رَحْمَةَ اللهِ تعالى بِخَلْقِهِ؟

اسْتَغِلَّ سِتْرَ اللهِ تعالى عَلَيْكَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، اسْتَغِلَّ سِتْرَ اللهِ تعالى عَلَيْكَ في حَيَاتِكَ الدُّنْيَا، وَتُبْ إلى اللهِ تعالى، وَاصْطَلِحْ مَعَهُ، قَبْلَ أَنْ يَهْتِكَ اللهُ السِّتْرَ عَنْكَ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، فَإِذَا تُبْتَ وَصَدَقْتَ في تَوْبَتِكَ، وَمِتَّ مِنْ سَاعَتِكَ فَلَا تَخَفْ.

روى الإمام البخاري عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ المَازِنِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟

فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ».

فَاسْتَغِلَّ سِتْرَ اللهِ تعالى عَلَيْكَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ، فَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ أَحَدٌ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَحْرِمَكَ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّكَ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُقْفِلَ وَيُغْلِقَ أَبْوَابَ فَضْلِ اللهِ عَلَيْكَ، لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ حَتَّى تَقَعَ رُوحُكَ في الغَرْغَرَةِ، عِنْدَهَا لَا تَنْفَعُكَ التَّوْبَةُ.

تُبْ إلى اللهِ تعالى، وَاصْطَلِحْ مَعَهُ، وَأَعِدِ الحُقُوقَ لِأَصْحَابِهَا، حَتَّى تُسْعَدَ سَعَادَةً لَا شَقَاوَةَ بَعْدَهَا، وَإِلَّا فَالحَسْرَةُ سَتَأْكُلُ قَلْبَكَ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى.

يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ سَتُكَلِّمُ رَبَّكَ، وَيُكَلِّمُكَ رَبُّكَ؟ «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئَاً قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» رواه الإمام البخاري عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَمَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ الذي فَتَحَ لَكَ بَابَ التَّوْبَةِ، وَلَمْ تَلِجْهُ حَتَّى جَاءَ المَوْتُ؟

أَمَا عَلِمْتَ يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، بِأَنَّ اللهَ تعالى لَا يَنْظُرُ إلى حَسَبِكَ، وَلَا إلى نَسَبِكَ وَلَا إلى جَاهِكَ، وَلَا إلى غِنَاكَ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلى أَعْمَالِكَ، وَمَظَالِمُ العَبْدِ التي وَقَعْتَ فِيهَا، عِنْدَهَا يَأْمُرُكَ بِأَدَائِهَا مِنْ حَسَنَاتِكَ، فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ أُخِذَ مِنْ خَطَايَا مَنْ ظَلَمْتَ فَطُرِحَتْ عَلَيْكَ، ثُمَّ طُرِحْتَ في النَّارِ؟ ﴿وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئَاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾.

أَسْبَابٌ تُعِينُكَ عَلَى مَغْفِرَةِ اللهِ تعالى لَكَ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، أَمَا عَرَفْتَ الأَسْبَابَ التي تُعِينُكَ عَلَى مَغْفِرَةِ اللهِ تعالى لَكَ؟

أَسْبَابٌ سَهْلَةٌ وَيَسِيرَةٌ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا بِرُّكَ بِوَالِدَيْكَ، وَصِلَةُ أَرْحَامِكَ، وَحُسْنُ ظَنِّكَ بِالمُسْلِمِينَ، وَسَلَامَةُ صَدْرِكَ نَحْوَ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِينَ، وَالرَّحْمَةُ بِخَلْقِ اللهِ تعالى، وَالعَطْفُ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، وَقَضَاءُ دُيُونِ المُعْسِرِينَ، وَتَفْرِيجُ كُرُبَاتِ المَكْرُوبِينَ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ «هُمُ القَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ».

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا أَيُّهَا العَبْدُ المُذْنِبُ الخَطَّاءُ، وَكُلُّنَا ذَلِكَ العَبْدُ، لِتُسْرِعْ إلى التَّوْبَةِ وَالإِنَابَةِ وَالرُّجُوعِ إلى اللهِ تعالى، وَلَا تُؤَجِّلِ التَّوْبَةَ، وَلَا تَغْفُلْ عَنْهَا، وَاحْذَرْ مِنَ التَّمَادِي في الذُّنُوبِ وَالعِصْيَانِ اعْتِمَادَاً مِنْكَ عَلَى سَعَةِ رَحْمَةِ اللهِ تعالى، وَلَا تَغْتَرَّ بِإِمْهَالِ اللهِ تعالى لَكَ، وَاحْذَرْ مِنْ تَوْبَةِ الكَذَّابِينَ.

بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَ الإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ الصَّادِقَةَ، فَلَا يُصَدُّ عَنْهُ قَاصِدٌ، وَلَا يُغْلَقُ في وَجْهِ لَاجِئٍ أَيَّاً كَانَ، وَمَهْمَا كَانَتْ ذُنُوبُهُ ﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً * يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفَاً﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عُيُونُنَا أَذْنَبَتْ، وَآذَانُنَا أَذْنَبَتْ، وَقُلُوبُنَا أَذْنَبَتْ، وَأَيْدِينَا أَذْنَبَتْ، وَأَرْجُلُنَا أَذْنَبَتْ، وَرَبُّنَا يَغْفِرُ لِمَنْ تَابَ إِلَيْهِ تَوْبَةً صَادِقَةً نَصُوحَاً، فَهَلْ مِنْ مُغْتَنِمٍ لِأَنْفَاسِ عُمُرِهِ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ؟

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

أَلَا أَيُّهَا الـنَّـاسِي لِـيَوْمِ رَحِـيلِهِ    ***   أَرَاكَ عَـنِ المَـوْتِ المُفَرِّقِ لَاهِـيَاً

أَلَمْ تَعْتَبِرْ بِالظَّاعِنِيـنَ إلى الـبِـلَى    ***   وَتَرْكِهِمُ الدُّنْيَا جَمِيـعَـــاً كَمَا هِيَا

وَلَمْ يَخْرُجُوا إِلَّا بِقُطْنٍ وَخِرْقَــةٍ   ***   وَمَا عَمَّرُوا مِنْ مَنْزِلٍ ظَلَّ خَالِيَاً

وَأَنْتَ غَدَاً أَو بَعْدَهُ في جِوَارِهِمْ   ***   وَحِيدَاً فَرِيدَاً في المَقَابِرِ ثَاوِيَـــاً

يَا رَبِّ اشْرَحْ صُدُورَنَا للإِسْلَامِ، وَحَبِّبْ إلى قُلُوبِنَا الإِيمَانَ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 20/ شوال /1439هـ، الموافق: 4/ تموز / 2018م