25ـبر الوالدين: الشقاق بين الزوجين أمام الأولاد

 

بر الوالدين

25ـ الشقاق بين الزوجين أمام الأولاد

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ مِنْ وَاجِبِ الزَّوْجَيْنِ المُسْلِمَيْنِ ـ إِذَا أَرَادَا بَقَاءَ أَوْلَادِهِمَا في صَفَاءٍ وَوِئَامٍ وَهَنَاءٍ وَسَعَادَةٍ وَاحْتِرَامٍ لَهُمَا وَتَبْجِيلٍ لَهُمَا ـ أَنْ لَا يُظْهِرَا مَا يَقَعَ بَيْنَهُمَا مِنْ شِقَاقٍ أَو خِلَافٍ أَمَامَ الأَوْلَادِ.

وَذَلِكَ لِأَنَّ الأَوْلَادَ ـ عَدَا مَا يَنْتَابُهُمْ مِنَ الفَزَعِ وَالخَوْفِ مِنْ مُسْتَقْبَلِ حَيَاةِ وَالِدَيْهِمُ الزَّوْجِيَّةِ ـ إِذَا رَأَوُا الحَقَّ مَعَ أَبِيهِمْ مَالُوا إِلَيْهِ، وَتَرَكُوا أُمَّهُمْ، وَإِذَا رَأَوُا الحَقَّ مَعَ أُمِّهِمْ مَالُوا إِلَيْهَا، وَتَرَكُوا أَبَاهُمْ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا هُوَ المُعْتَدِي، فَإِنَّ الأَوْلَادَ سَيَقَعُونَ في اضْطِرَابٍ، خَاصَّةً إِذَا كَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ الإِصْلَاحَ، وَلَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا مَالُوا إلى أَحَدِ الوَالِدَيْنِ فَسَوْفَ يَسْخَطُ عَلَيْهِمُ الآخَرُ.

عَدَا مَا يُورِثُ في نُفُوسِهِمْ مِنَ الحِقْدِ وَالبُغْضِ وَالضَّغِينَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ.

فَإِظْهَارُ الوَالِدَيْنِ مَا يَكُونُ بَيْنَهُمَا مِنْ شِقَاقٍ أَمَامَ الأَوْلَادِ عَدَا عَنْ كَوْنِهِ مُخَالَفَةً شَرْعِيَّةً، فَهَذَا يَجْعَلُ الأَوْلَادَ في حَرَجٍ، وَاضْطِرَابٍ نَفْسِيٍّ، وَنَظْرَةٍ سَوْدَاءَ إلى المُسْتَقْبَلِ.

روى الإمام أحمد عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ زَوْجِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟

قَالَ: «تُطْعِمُهَا إِذَا أَكَلْتَ، وَتَكْسُوهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ».

فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجِهِ، وَلَا يُطْلِعُ أَحَدَاً، فَمِنْ بَابِ أَوْلَى أَنْ يُخْفِيَ ذَلِكَ عَنْ أَوْلَادِهِ، حَتَّى لَا يُوقِعَهُمْ في العُقُوقِ.

لَا تُظْهِرُوا الخِلَافَاتِ أَمَامَ الأَوْلَادِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ لَا تَخْلُو مِنْ خِلَافَاتٍ وَمِنْ مَشَاكِلَ، رُبَّمَا أَن تَكُونَ بِسَبَبٍ مِنَ الزَّوْجِ، وَرُبَّمَا أَن تَكُونَ بِسَبَبٍ مِنَ الزَّوْجَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلَاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيَّاً كَبِيرَاً﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزَاً أَوْ إِعْرَاضَاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحَاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرَاً﴾.

روى الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ».

فَيَا أَيُّهَا الأَزْوَاجُ: لَا تُظْهِرُوا الخِلَافَاتِ الزَّوْجِيَّةَ أَمَامَ الأَبْنَاءِ، لِأَنَّ ظُهُورَ الخِلَافَاتِ أَمَامَهُمْ يُوَلِّدُ في نُفُوسِهِمْ عُقَدَاً نَفْسِيَّةً، وَأَضْرَارَاً بَالِغَةً في نَفْسِيَّتِهِمْ حَتَّى يَقَعُوا في حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ، بِجَانِبِ مَنْ سَيَقِفُونَ؟

مَطْلُوبٌ مِنَ الأَبْنَاءِ احْتِرَامُ الأَبِ وَتَقْدِيرُهُ، لِأَنَّهُ هُوَ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الإمام الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ».

وَكَذَلِكَ مَطْلُوبٌ مِنْهُمُ احْتِرَامُ الأُمِّ وَتَقْدِيرُهَا، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ» رواه ابن ماجه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَقَالَ للرَّجُلِ الذي سَأَلَهُ عَنْ أَحَقِّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

فَعِنْدَمَا تَظْهَرُ الخِلَافَاتُ الزَّوْجِيَّةُ أَمَامَ الأَوْلَادِ يَقَعُونَ في حَيْرَةٍ شَدِيدَةٍ، هَذَا أَبُوهُمْ وَمَطْلُوبٌ مِنْهُمْ بِرَّهُ، وَهَذِهِ أُمُّهُمْ وَمَطْلُوبٌ مِنْهُمْ بِرَّهَا، فَمَعَ مَنْ سَيَقِفُونَ؟

لِمَاذَا نَجْعَلُ أَبْنَاءَنَا في حَالَةِ صِرَاعٍ دَاخِلِيٍّ في أَنْفُسِهِمْ؟ لِمَاذَا لَا نَلْتَزِمُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ تَأْدِيبِ الزَّوْجَةِ: ﴿وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ﴾؟

يَا أَيُّهَا الأَزْوَاجُ:

يَا أَيُّهَا الأَزْوَاجُ: تَذَكَّرُوا قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ....... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» رواه الإمام البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

أَيُّهَا الرِّجَالُ، جَمِيعُ مَشَاكِلِنَا الأُسَرِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ نُعَالِجَهَا بِكَلِمَتَيْنِ فَقَطْ مِنْ كَلَامِ اللهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾. وَاللهِ لَو الْتَزَمَ الرِّجَالُ هَاتَيْنِ الكَلِمَتَيْنِ لَانْتَهَتْ كَثِيرٌ مِنَ القَضَايَا التي لَا يَعْلَمُ بِهَا إِلَّا اللهُ تعالى، وَلَكِنْ وَبِكُلِّ أَسَفٍ نَغْفُلُ وَنُهْمِلُ وَنَعْصِي اللهَ في أَمْرِهِ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾. فَإِذَا بِنَا نَقَعُ في الظُّلْمِ في العَلَاقَاتِ الزَّوْجِيَّةِ، وَتَقَعُ الإِشْكَالَاتُ، وَتَعُمُّ الأَبْنَاءَ الذينَ نَتَطَلَّعُ إلى بِرِّهِمْ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنَا.

أَيُّهَا الرِّجَالُ، عَالِجُوا مَشَاكِلَكُمُ الزَّوْجِيَّةَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾. وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكُمْ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالمَرْأَةِ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» رواه الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

وَمَنْ عَالَجَ مَشَاكِلَهُ مِنْ خِلَالِ ذَلِكَ، لَا يُظْهِرُ خِلَافَاتِهِ الزَّوْجِيَّةَ أَمَامَ أَوْلَادِهِ، لِأَنَّ إِظْهَارَ المَشَاكِلِ أَمَامِ الأَوْلَادِ، لَيْسَتْ مِنَ المُعَاشَرَةِ بِالمَعْرُوفِ، وَلَيْسَتْ مِنَ الخَيْرِيَّةِ في التَّعَامُل.

مِنَ المُعَاشَرَةِ بِالمَعْرُوفِ، وَالخَيْرِيَّةِ للأَهْلِ، السَّتْرُ عَلَى الخِلَافَاتِ «وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ:

أَيَّتُهَا الزَّوْجَاتُ: يَكْفِيكُنَّ شَرَفَاً الْتِزَامُ أَمْرِ اللهِ تعالى في حُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَ أَزْوَاجِكُنِّ بِالإِحْسَانِ وَالطَّاعَةِ، أَلَمْ تَسْمَعْنَ قَوْلَهُ تعالى: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلَاً﴾؟

أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ: عَالِجِي المُشْكِلَةَ بَيْنَكِ وَبَيْنَ زَوْجِكِ وَأَنْتِ تَـسْتَحْضِرِينَ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّتِ المَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الجَنَّةَ» رواه الحاكم والترمذي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَصْلُحُ لِـبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِـبَشَرٍ، وَلَوْ صَلَحَ لِـبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا» رواه الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ: إِذَا عَالَجْتِ مَشَاكِلَكِ مَعَ زَوْجِكِ مِنْ خِلَالِ هَذَا التَّوْجِيهِ النَّبَوِيِّ، فَإِنَّكِ لَا تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تُظْهِرِي مَشَاكِلَكِ أَمَامَ أَوْلَادِكِ، لِأَنَّ إِظْهَارَهَا أَمَامَ الأَوْلَادِ دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ حُسْنِ التَّبَعُّلِ مَعَ الزَّوْجِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ التَّفَكُّكَ الأُسَرِيَّ، وَعُقَوقَ الأَبْنَاءِ للآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ يَبْدَأُ مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ عِنْدَمَا يَتَصَارَعُونَ، وَخَاصَّةً أَمَامَ الأَبْنَاءِ، عِنْدَهَا تَنْتَقِلُ جُرْثُومَةُ العَدَاوَةِ إلى الأَبْنَاءِ، وَعِنْدَهَا يَفْقِدُ البَيْتُ هَيْبَتَهُ، فَالوَلَدُ لَا يُطِيعُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، وَالبِنْتُ لَا تُطِيعُ أُمَّهَا وَأَبَاهَا، أَو قَدْ يَنْحَازُ الأَوْلَادُ للأَبِ أَو للأُمِّ، وَتَتَمَرَّدُ الزَّوْجَةُ، وَتَسِيءُ المُعَاشَرَةَ، وَكَذَلِكَ الزَّوْجُ، وَهَكَذَا تَعِيشُ الأُسْرَةُ عَلَى جَمْرِ الخِلَافِ وَالتَّبَاغُضِ وَتَصِيرُ الحَيَاةُ جَحِيمَاً لَا يُطَاقُ.

أَيُّهَا الأَزْوَاجُ: عَالِجُوا مَشَاكِلَكُمْ وَخِلَافَاتِكُمْ الزَّوْجِيَّةَ سِرَّاً، وَلَا تُظْهِرُوهَا أَمَامَ الأَبْنَاءِ إِنْ كُنْتُمْ حَرِيصِينَ عَلَى بِرِّ أَبْنَائِكُمْ لَكُمْ، وَإِلَّا فَقَدْ جَنَيْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَعَلَى أَوْلَادِكُمْ، فَكَمْ مِنْ وَلَدٍ وَبِنْتٍ تَعَقَّدَتْ حَيَاتُهُمَا بِسَبَبِ خِلَافِ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ؟

وَكَمْ مِنْ وَلَدٍ وَبِنْتٍ وَقَعُوا في العُقُوقِ وَالتَّمَرُّدِ عَلَى الأَبَوَيْنِ بِسَبَبِ سُوءِ عَلَاقَتِهِمَا مَعَ بَعْضِهِمَا، فَاجْعَلُوا خِلَافَاتِكُمْ بَيْنَكُمْ سِرَّاً.

اللَّهُمَّ حَسِّنْ أَخْلَاقَنَا. آمين.

**      **    **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 19/ صفر الخير /1440هـ، الموافق: 28/ تشرين الأول / 2018م