128ـ نوافله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بين المغرب والعشاء

128ـ نوافله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بين المغرب والعشاء

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني   ***   هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ   ***    لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: نَوَافِلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ:

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يُصَلِّي بَعْدَ المَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: رَأَيْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ المَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ، وَقَالَ: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ المَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ: حَدِيثٌ غَرِيبٌ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الثَّلَاثَةِ؛ وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحُ بْنُ قَطَنٍ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَلَا يَحْضُرُنِي الآنَ فِيهِ جَرْحٌ وَلَا تَعْدِيلٌ. اهـ.

وَمِنْ شَوَاهِدِ فَضْلِ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ بَعْدَ المَغْرِبِ:

مَا جَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى بَعْدَ المَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيمَا بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً».

قَالَ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَابْنُ خُزَيْمَةَ في صَحِيحِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ: كُلُّهُمْ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْهُ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، كَمَا هُوَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه، فِي فَضْلِ مَنْ صَلَّى بَعْدَ المَغْرِبِ عِشْرِينَ رَكْعَةً.

بَلْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في بَعْضِ الأَحْيَانِ يُتَابِعُ صَلَاةَ النَّفْلِ بَعْدَ المَغْرِبِ حَتَّى العِشَاءِ:

كَمَا جَاءَ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ المَغْرِبَ، فَصَلَّى إِلَى الْعِشَاءِ. قَالَ الحَافِظُ المُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ. اهـ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِالسُّنَنِ الوَارِدَةِ قَبْلَ الفُرُوضِ الخَمْسَةِ، وَالجُمُعَةِ، وَبَعْدَهَا: فَالكَلَامُ عَلَيْهَا مُفَصَّلٌ في كِتَابِنَا: الصَّلَاةُ في الإِسْلَامِ.

وَأَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِالصِّيَامِ وَالصَّدَقَاتِ وَالحَجِّ: فَهُوَ مُفَصَّلٌ في كُتُبِ السُّنَنِ، وَلَوْلَا مَخَافَةُ مَلَلِ القَارِئِ لَأَتَيْنَا بِجُمْلَةٍ وَاسِعَةٍ مِنْ ذَلِكَ.

وَقَدْ أَتَيْنَا بِجُمَلٍ وَاسِعَةٍ في كِتَابِ: تِلَاوَةُ القُرْآنِ المَجِيدِ، حَوْلَ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للقُرْآنِ وَحُبِّ اسْتِمَاعِهِ مِنْ غَيْرِهِ، إِلَى مَا هُنَالِكَ، فَارْجِعْ إِلَيْهِ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 1/ ذو الحجة/1440هـ، الموافق: 2/ آب / 2019م