16ـ إذا فشت الفاحشة سهل ارتكابها

16ـ إذا فشت الفاحشة سهل ارتكابها

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ التي نَجْنِيها مِنْ قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنَّ الغَيْرَةَ عَلَى الأَعْرَاضِ مِنَ الأُمُورِ الجِبِلِّيَّةِ الفِطْرِيَّةِ في الإِنْسَانِ، وَانْعِدَامُ الغَيْرَةِ دَلِيلٌ عَلَى انْتِكَاسٍ في الفِطْرَةِ، وَهَذَا يُؤَدِّي إلى ارْتِكَابِ الفَوَاحِشِ وَانْتِشَارِها في المُجْتَمَعِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُ العَزِيزِ عِنْدَمَا رَأَى الآيَاتِ بِأَنَّ زَوْجَتَهُ هِيَ المُجْرِمَةُ في حَقِّ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾.

عِنْدَمَا اكْتَفَى بِهَذَا القَوْلِ، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى قِلَّةِ غَيْرَتِهِ، فَمَا كَانَ مِنِ امْرَأَةِ العَزِيزِ إِلَّا أَنْ عَادَتْ إلى المُرَاوَدَةِ لِكَيْ تَحْظَى عَلَى مَا تُرِيدُهُ مِنْ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

نَعَمْ لَقَدْ كَانَ عَزِيزُ مِصْرَ، وَمَنْ مَعَهُ قَلِيلي الغَيْرَةِ، لِأَنَّهُمْ شَاهَدُوا القَمِيصَ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ، فَاكْتَفَوْا بِقَوْلِ ﴿إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى قِلَّةِ الغَيْرَةِ، ثُمَّ أَغْلَقَ عَلَى المَوْضُوعِ بِقَوْلِ: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾. وَأَنْتِ ﴿وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾. وَلَمْ يُعَاقِبْهَا، بَلْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا حَتَّى لَا تَتَمَكَّنَ مِنْ مُرَاوَدَتِهِ، وَأَمَرَ سَيِّدَنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنْ لَا يَذْكُرَ لِأَحَدٍ مَا جَرَى، وَهَذَا الأَمْرُ أَدَّى إلى انْتِشَارِ الفَاحِشَةِ.

إِذَا فَشَتِ الفَاحِشَةُ سَهُلَ ارْتِكَابُهَا:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ إِفْشَاءَ المُنْكَرَاتِ وَتَدَاوُلَهَا بَيْنَ النَّاسِ يُسَهِّلُ عَلَى ضِعَافِ النُّفُوسِ ارْتِكَابَهَا، وَالشَّمَاتَةُ بِالآخَرِينَ مُرْتَدَّةٌ عَلَى أَصْحَابِهَا لَا مَحَالَةَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الترمذي عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ».

لِذَلِكَ قَالُوا: مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَأْخُذَ بِيَدِ المُبْتَلَى فَلْيَكُفَّ عَنْهُ شَرَّهُ، وَلْيَتَّقِ اللهَ في الخَوْضِ في أَعْرَاضِ النَّاسِ، لِأَنَّهَا سَبِيلُ البَلَاءِ في الدُّنْيَا وَالهَلَاكِ يَوْمَ الحِسَابِ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى في قِصَّةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبَّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

لَقَدْ عَمَدَ النِّسْوَةُ إلى التَّفَكُّهِ بِامْرَأَةِ العَزِيزِ وَالشَّمَاتَةِ بِهَا بَعْدَ أَنْ شَاعَ خَبَرُهَا، فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ أَنَّهُنَّ وَقَعْنَ في ذَلِكَ البَلَاءِ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ دَاعِيَاً رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾. كَانَ مُبْتَلَى بِامْرَأَةِ العَزِيزِ، فَصَارَ ابْتِلَاؤُهُ بِهِنَّ جَمِيعَاً، كُلُّ ذَلِكَ بِسَبَبِ إِفْشَاءِ وَانْتِشَارِ أَخْبَارِ الفَاحِشَةِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الذي يَسْمَعُ هَذِهِ الآيَةَ التي تَتَحَدَّثُ عَنِ النِّسْوَةِ ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبَّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾. يَظُنُّ أَنَّ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةَ نِسَاءٌ صَالِحَاتٌ طَيِّبَاتٌ نَقِيَّاتٌ، لِأَنَّهُنَّ حَكَمْنَ عَلَى امْرَأَةِ العَزِيزِ أَنَّهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ عِنْدَمَا رَاوَدَتْ فَتَاهَا.

وَالوَاقِعُ لَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ هُوَ مِنْ مَكْرِهِنَّ، كَمَا بَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا بِقَوْلِهِ: ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ﴾. فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ جَعَلَتْ لَهُنَّ خُطَّةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً مِنْ أَجْلِ أَنْ تُوقِعَ هَؤُلَاءِ النِّسْوَةَ فِيمَا وَقَعَتْ فِيهِ، وَمِنْ أَجْلِ الْتِمَاسِ العُذْرِ لَهَا فِيمَا فَعَلَتْ.

﴿أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ﴾:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَجَارَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ كَيْدِ النِّسَاءِ، وَرَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ الغَيْرَةَ عَلَى أَعْرَاضِنَا.

عِنْدَمَا سَمِعَتِ امْرَأَةُ العَزِيزِ بِكَيْدِ النِّسَاءِ لَهَا، أَرَادَتْ أَنْ تُوقِعَ الكُلَّ في هَذَا الشِّرْكِ، قَالَ تعالى عَمَّا فَعَلَتْ: ﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينَاً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ للهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَاً مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَأْخُذْ دَرْسَاً مِنْ هَذَا الحَدَثِ، الشَّمَاتَةُ طَامَّةٌ كُبْرَى، وَتَنْعَكِسُ عَلَى صَاحِبِهَا، لِأَنَّ صَاحِبَ الشَّمَاتَةِ لَيْسَ نَاصِحَاً بَلْ فَاضِحَاً، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ رُدَّتِ الشَّمَاتَةُ عَلَيْهِ، وَهَذَا مَا حَصَلَ في حَقِّ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قُلْنَ: ﴿امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبَّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الفَائِدَةُ التي نَجْنِيهَا مِنْ مَوْقِفِ امْرَأَةِ العَزِيزِ مَعَ النِّسْوَةِ، أَنَّهُ إِذَا فَشَتِ المَعْصِيَةُ في المُجْتَمَعِ سَهُلَ ارْتِكَابُهَا، وَهَذَا أَمْرٌ يَغْفَلُ عَنْهُ الكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، لِأَنَّ الأَصْلَ في التَّعَامُلِ مَعَ الخَاطِئِينَ وَالمُخْطِئِينَ السَّتْرُ مَعَ النُّصْحِ وَالتَّذْكِيرِ بِاللهِ تعالى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَاً سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تعالى مِنْ إِشَاعَةِ الفَاحِشَةِ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. فَإِذَا تَسَاهَلَ النَّاسُ في إِشَاعَةِ الفَاحِشَةِ أَوْقَعُوا الآخَرِينَ في ذَلِكَ.

وَكَذَلِكَ نَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ أَنَّ انْعِدَامَ الغَيْرَةِ سَبَبٌ لِانْتِشَارِ الفَاحِشَةِ؛ وَلَا بُورِكَ فِيمَنْ لَا غَيْرَةَ عِنْدَهُ عَلَى عِرْضِهِ.

وَيَكْفِينَا نَحْنُ مَا رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ وَجَدْتُ مَعَ أَهْلِي رَجُلَاً لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ».

قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ كُنْتُ لَأُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ، إِنَّهُ لَغَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي».

وَفي رِوَايَةٍ للإمام أحمد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلَّا بِكْرَاً، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ.

فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ، وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعَاً قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلَا أُحَرِّكَهُ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَوَاللهِ لَا آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ.

يَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: لَيْسَ قَوْلُهُ هُوَ رَدَّاً لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَلَا مُخَالَفَةً مِنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ لِأَمْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الإِخْبَارُ عَنْ حَالَةِ الْإِنْسَانِ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ الرَّجُلَ عِنْدَ اِمْرَأَتِهِ وَاسْتِيلَاءِ الغَضَبِ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يُعَاجِلُهُ السَّيْفَ وَإِنْ كَانَ عَاصِيَاً.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ لَا يَحْرِمَنَا الغَيْرَةَ عَلَى أَعْرَاضِنَا. آمين.

تاريخ الكلمة

**    **    **

الاثنين: 25/ ذو الحجة /1440هـ، الموافق: 26/ آب / 2019م