21ـ كلمة شهر ذي القعدة1429هـ: (والحياء شعبة من الإيمان)

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

علامة فارقة:

فالحياة أمارة صادقة على كمال الإيمان في العبد، وأمارة صادقة على فطرته السليمة التي ما تغيَّرت، وعندما ترى رجلاً يتحرَّج في فعل ما لا ينبغي أن يفعله، ولا يتحرَّج في فعل ما ينبغي أن يفعله، أو ترى حمرة على وجهه إذا صدر منه ما لا يليق أن يصدر من المؤمن، فاعلم بأنَّ ضميره حي، والوازع الإيماني في قلبه قويّ.

وأما إذا رأيت شخصاً لا يبالي في فعل ما لا ينبغي أن يفعله، ويتحرَّج في فعل ما ينبغي أن يفعله، فاعلم بأنَّ ضميره ميِّت، والوازع الإيماني في قلبه إما أن يكون ميِّتاً أو ضعيفاً، ولا يُرجى من هذا العبد خير إذا لم تتداركه رحمة الله عز وجل.

خلق الإسلام الحياء:

الحياء هو السمة الكبرى لهذا الدين الذي أكرمنا الله عز وجل به، فلئن كانت الصرامة ملحوظة في تعاليم اليهودية في زمن سيدنا موسى عليه السلام، فلقد كانت السماحة ملحوظة في تعاليم المسيحية في زمن سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن نعمة الله عز وجل علينا كانت عظيمة حيث جمعت تلك السمتين في ديننا من خلال قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}. وزادنا الله تعالى من فضله فجعل خُلُق الإسلام الحياء.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الإِسْلامِ الْحَيَاءُ) رواه ابن ماجه.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ ـ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ـ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِيمَانِ) رواه مسلم.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْحَيَاءُ مِنْ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ) رواه أحمد.

وعَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنَّ الحَيَاْءَ وَالإِيْمَانَ قُرِنَا جَمِيعاً، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخر) رواه ابن أبي شيبة.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنْ الإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنْ النِّفَاقِ) رواه الإمام أحمد. العيّ: قلة الكلام، والبيان: كثرة الكلام.

الحياء سمة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام:

من فضل الله عز وجل علينا أن ربَّنا حَيِيٌّ، ومن فضل الله عز وجل علينا أنَّ سمةَ إسلامِنا الحياء، ومن فضل الله عز وجل علينا أن جعل هذا الخلق الكريم سمةَ الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ رَجُلاً حَيِيًّا سَتِيرًا مَا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ) رواه الترمذي.

عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه، قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ) رواه مسلم.

ومن حيائه صلى الله عليه وسلم أنَّه ما رأى من أهله شيئاً، وما رأى أهله منه شيئاً، كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (مَا نَظَرْتُ أَوْ مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ) تعني العورة. رواه ابن ماجه وأحمد وابن أبي شيبة.

الحياءُ أَمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته:

أولاً: بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ الحياء من سنن المرسلين عليهم الصلاة والسلام، ولا شكَّ بأنَّ اتباع سادة البشر يكمّل البشر، لأنَّهم أكمل خلق الله عز وجل على الإطلاق.

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ: الْحَيَاءُ، وَالتَّعَطُّرُ، وَالسِّوَاكُ، وَالنِّكَاحُ) رواه الترمذي.

ثانياً: بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ الحياء لا يأتي إلا بخير وهل يوجد عاقل لا يريد الخير لنفسه ولأهله ولأمته؟

عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (الْحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ، فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ وَقَارًا وَمِنْهُ سَكِينَةً، فَقَالَ عِمْرَانُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ صُحُفِكَ) رواه مسلم.

ثالثاً: بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ الحياء ما وُجِدَ في شيءٍ إلا زانه وجمَّله.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا شَانَهُ، وَلا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا زَانَهُ) رواه الإمام أحمد.

رابعاً: بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ الحياء من الإيمان، فمن كان فيه حياء كان فيه الإيمان، ومن فقد الحياء فقد الإيمان شيئاً فشيئاً حتى تنزع منه ربقة الإسلام والعياذ بالله تعالى.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الإِيمَانِ) رواه أبو داود.

عوَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلَامِ) رواه ابن ماجه.

فالعبد إذا فقد الحياء فإنَّه يتدرج من سيئ إلى أسوأ، ومن رذيلة إلى أرذل، ولا يزال يهوي حتى ينحدر إلى الدرك الأسفل من الرذائل، حتى تُنزَع منه ربقة الإسلام والعياذ بالله تعالى.

خامساً: بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الحياء، لأنَّه قد يتحلى الإنسان بخلق الحياء فيُفوِّت عليه الخير العظيم، كما قال مجاهد رحمه الله: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر، وربما بالحياء المذموم يقع في المخالفات الشرعية من حيث لا يدري.

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (جَاءَتْ أَمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا) رواه مسلم.

لذلك علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الحياء الذي لا يأتي إلا بخير.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ) رواه الترمذي.

حاجتنا إلى الحياء:

نعم لقد أصبحنا والله بأمسِّ الحاجة إلى الحياء، لأنَّه عندما قلَّ الحياء أصبح بعضُنا يمقُتُ بعضاً، ونُزعت الأمانة من الأمة إلا من رحم الله عز وجل، لقد ضُيِّعت الأموال، وضُيُّعت الأعراض، وضُيُّعت البلاد، وبدأت المجاهرة بالمخالفات الشرعية لقلَّة حياء الناس، ورفعت المرأة الحجاب وجلباب الحياء فانتشرت الفاحشة والرذيلة، وأصبح البعض يعتزُّ بالفاحشة وسوء الخلق، وانطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) رواه البخاري.

ورحم الله من قال:

إذا لم تخش عاقبة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشاءُ

فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياة

يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء

إذا كنا حريصين أن لا نهلك فلنأمر بالمعروف:

نعم كثر في المجتمع قلة الحياء على جميع المستويات إلا من رحم الله تعالى، وإذا لم نأمر بالمعروف ـ ومن المعروف الحياء ـ وننه عن المنكر ـ ومن المنكر قلة الحياء ـ فلنتذكر قول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}.

ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي) رواه الترمذي.

خاتمة ونسأل الله تعالى حسنها:

العصمة لنا في هذه الأيام ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من شدة الحياء من الله تعالى، نعم لقد عرفنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، كان أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها.

وهذا الصديق رضي الله عنه يقول: (يا معشر المسلمين، استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده إني لأظلُّ حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنِّعاً بثوبي استحياءً من الله عز وجل) رواه البيهقي.

أما عرف هذا من شرب الخمر علانيةً جهاراً نهاراً أمام العالم كله مع طاغية هذا العصر عدو الله وعدو رسوله صلى الله عليه وسلم؟ نسأل الله حسن الخاتمة.

وهذا الفاروق رضي الله عنه يقول: (من قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومن قلَّ ورعه مات قلبه). اهـ.

أما سمع هذا من يجاهر في المعصية من الرجال والنساء؟ أما يخشى أحدنا أن يموت قلبه بسبب قلة الحياء؟ ومن مات قلبه لا خير يرجى منه في الدنيا ولا في الآخرة.

اللهم ارزقنا حقَّ الحياء منك يا أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

أخوكم أحمد النعسان

يرجوكم دعوة صالحة بظهر الغيب

** ** **