38ـ وصية لأصحاب الجفاء والقطيعة

أخلاق وآداب

38ـ وصية لأصحاب الجفاء والقطيعة

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَو دَقَّقْنَا في وَاقِعِنَا الاجْتِمَاعِيِّ فَإِنَّنَا نَرَى الكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ يُوجَدُ بَيْنَهُمْ خُصُومَاتٌ، بِسَبَبِ الأَمْوَالِ، أَو بِسَبَبِ المَوَارِيثِ، أَو بِسَبَبِ الأَطْفَالِ، أَو بِسَبَبِ المَشَاكِلِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، وَأَهَالِي الأَزْوَاجِ، أَو بِسَبَبِ الأَعْمَالِ وَالشَّرِكَاتِ وَالتِّجَارَاتِ، أَو بِسَبَبِ الاخْتِلَافِ في وِجْهَاتِ النَّظَرِ، وَمَعَ الأَسَفِ الشَّدِيدِ هَذِهِ الخُصُومَاتِ أَدَّتْ إلى الهَجْرِ وَالقَطِيعَةِ، وَأَكْثَرُ مَا تَكُونُ بَيْنَ الأَقَارِبِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ رَأَيْنَا أَبَاً لَا يُكَلِّمُ أَوْلَادَهُ، وَأَبْنَاءً لَا يُكَلِّمُونَ آبَاءَهُمْ وَأٌمَّهَاتِهِمْ، وَأَمَّا في دَائِرَةِ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ فَحَدِّثْ بِدُونِ حَرَجٍ، فَضْلَاً عَنْ سَائِرِ المُجْتَمَعِ بِجَمِيعِ شَرَائِحِهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

وَالأَسْوَأُ حَالَاً أَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا هُوَ الآمِرُ لِلآخَرِ بِقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَمَنْعِ الكَلَامِ مَعَ الآخَرِينَ مِنْ أَقَارِبَ أَو أَبَاعِدَ، وَكَأَنَّ الجَمِيعَ غَافِلٌ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَكَأَنَّ الجَمِيعَ غَافِلٌ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ» رواه الإمام أحمد والحاكم وأبو داود عَنْ أَبِي خِرَاشٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَكَأَنَّ الجَمِيعَ غَافِلٌ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئَاً، إِلَّا رَجُلَاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

مِنْ مُسْتَلْزَمَاتِ الأُخُوَّةِ التَّوَاصُلُ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كُلُّنَا يَذْكُرُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾. فَكَانَ مِنْ مُسْتَلْزَمَاتِ هَذِهِ الأُخُوَّةِ التَّوَاصُلُ لَا التَّقَاطُعُ وَالهِجْرَانُ.

وَمِنْ مُسْتَلْزَمَاتِ هَذِهِ الأُخُوَّةِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ مِنَ الأَحْقَادِ، لِأَنَّ شَرْعَنَا الشَّرِيفَ حَرَّمَ كُلَّ إِيذَاءٍ لِهَذِهِ الأُخُوَّةِ، وَلِهَذِهِ الرَّابِطَةِ، رَابِطَةِ الإِيمَانِ فَضْلَاً عَنْ رَابِطَةِ النَّسَبِ.

بَلْ جَعَلَ الشَّرْعُ الشَّرِيفُ التَّحَابُبَ وَسَلَامَةَ الصَّدْرِ عَلَامَةً مِنْ عَلَامَاتِ الإِيمَانِ، لِأَنَّ صَاحِبَ القَلْبِ السَّلِيمِ مِنَ الأَحْقَادِ هُوَ الإِنْسَانُ النَّاجِي يَوْمَ القِيَامَةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾. وَهُوَ صَاحِبُ النِّعْمَةِ العُظْمَى في الحَيَاةِ الدُّنْيَا حَتَّى يَكُونَ أَهْلَاً لِدُخُولِ الجَنَّةِ، كَمَا قَالَ تعالى عَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانَاً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾.

مِنْ مُسْتَلْزَمَاتِ هَذِهِ الأُخُوَّةِ سَلَامَةُ الصَّدْرِ مِنَ الغِلِّ وَالحِقْدِ حَتَّى يَعِيشَ المُجْتَمَعُ الإِيمَانِيُّ في بُحْبُوحَةٍ وَفي سَلَامَةٍ وَعَافِيَةٍ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قَدْ يُحْسِنُ أَحَدُنَا أَنْ يُكَابِدَ لَيْلَهُ بَيْنَ قِيَامٍ وَتِلَاوَةٍ للقُرْآنِ وَذِكْرٍ وَدُعَاءٍ، وَيُكَابِدُ نَهَارَهُ بِالصِّيَامِ، وَلَكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُزِيلَ مِنْ قَلْبِهِ الحِقْدَ وَالبَغْضَاءَ وَالضَّغِينَةَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الآخَرِينَ، وَخَاصَّةً الأَقَارِبَ.

فَيَا مَنْ أَحْسَنَ مُكَابَدَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ في الطَّاعَاتِ، هَلْ تَذْكُرُ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ»؟ رواه الترمذي عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

الجَفَاءُ بَيْنَ الدُّعَاةِ إلى اللهِ تعالى:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَإِنَّ مِمَّا يُحْزِنُ القَلْبَ وَيُدْمِعُ العَيْنَ حُصُولُ هَذَا الجَفَاءِ بَيْنَ الدُّعَاةِ إلى اللهِ تعالى، وَبَيْنَ طُلَّابِ العِلْمِ، وَهُمْ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ وَالصَّلَاحِ وَالتَّرْبِيَةِ، وَلَكِنْ هَذِهِ هِيَ الطَّامَّةُ الكُبْرَى، عِنْدَمَا تَرَاهُمْ في تَخَاصُمٍ وَتَقَاطُعٍ وَتَدَابُرٍ، بَلْ وَرُبَّمَا يَطْعَنُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

لِذَلِكَ أَرَى مِنَ الوَاجِبِ عَلَيَّ أَنْ أُقَدِّمَ نَصِيحَةً لِنَفْسِي وَلِإِخْوَانِي وَلِكُلِّ مَنْ في قَلْبِهِ جَفَاءٌ وَقَطِيعَةٌ مَعَ إِخْوَانِهِ إِنْ كَانُوا مِنَ الأَرْحَامِ، أَو مِنْ غَيْرِ الأَرْحَامِ، أَو كَانُوا مِمَّنْ يَقُولُونَ العِلْمُ رَحِمٌ، فَأَقُولُ:

أولاً: أَخِي الكَرِيمُ، صَاحِبَ الجَفَاءِ، صَارِحِ الذينَ تَجْفُوهُمْ عَنْ سَبَبِ جَفْوَتِكَ، وَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَكُونَ مُصَارَحَتُكَ في إِطَارِ أَدَبِ النُّصْحِ مِنْ خِلَالِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: اعْفُ عَنِ الزَّلَّاتِ وَالهَفَوَاتِ، وَاسْمَعْ قَوْلَ الإِمَامِ الغَزَالِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى كَمَا جَاءَ في كِتَابِهِ: (إِحْيَاءُ عُلُومِ الدِّينِ): وَهَفْوَةُ الصَّدِيقِ لَا تَخْلُو إِمَّا أَنْ تَكُونَ في دِينِهِ بِارْتِكَابِ مَعْصِيَةٍ أَو في حَقِّكَ بِتَقْصِيرِهِ في الأُخُوَّةِ.

أَمَّا مَا يَكُونُ في الدِّينِ مِنَ ارْتِكَابِ مَعْصِيَةٍ وَالإِصْرَارِ عَلَيْهَا فَعَلَيْكَ التَّلَطُّفُ في نُصْحِهِ بِمَا يَقُوِّمُ وُدَّهُ وَيَجْمَعُ شَمْلَهُ وَيُعِيدُ إلى الصَّلَاحِ وَالوَرَعِ حَالُهُ.

ثُمَّ يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: أَمَّا زَلَّتُهُ فِي حَقِّهِ بِمَا يُوجِبُ إِيحَاشَهُ فَلَا خِلَافَ فِي أَنَّ الأَوْلَى الْعَفْوُ وَالاحْتِمَالُ، بَلْ كُلُّ مَا يُحْتَمَلُ تَنْزِيلُهُ عَلَى وَجْهٍ حَسَنٍ وَيُتَصَوَّرُ تَمْهِيدُ عُذْرٍ فِيهِ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ فَهُوَ وَاجِبٌ بِحَقِّ الأُخُوَّةِ، فَقَدْ قِيلَ: يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَنْبِطَ لِزَلَّةِ أَخِيكَ سَبْعِينَ عُذْرَاً، فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْهُ قَلْبُكَ فَرُدَّ اللَّوْمَ عَلَى نَفْسِكَ، فَتَقُولُ لِقَلْبِكَ: مَا أَقْسَاكَ، يَعْتَذِرُ إِلَيْكَ أَخُوكَ سَبْعِينَ عُذْرَاً فَلَا تَقْبَلُهُ، فَأَنْتَ الـمَعِيبُ، لَا أَخُوكَ، فَإِنْ ظَهَرَ بِحَيْثُ لَمْ يُقْبَلِ التَّحْسِينُ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا تَغْضَبْ إِنْ قَدَرْتَ وَلَكِنْ ذَلِكَ لَا يُمْكِنُ.

ثالثاً: لِنُرَبِّي أَنْفُسَنَا تَرْبِيَةً إِيمَانِيَّةً تَجْعَلُنَا رَاقِي الإِحْسَاسَ في التَّعَامُلِ، مُتَحَقِّقِينَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

رابعاً: أَنْ نَدْعُوَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِإِخْوَانِنَا وَأَحْبَابِنَا، وَخَاصَّةً لِمَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا، بِالتَّوْفِيقِ وَالصَّلَاحِ، وَبِمَا نَدْعُو بِهِ لِأَنْفُسِنَا، لِأَنَّ الدُّعَاءَ لَهُمْ يُؤَكِّدُ صِدْقَ المَحَبَّةِ الخَالِصَةِ لِوَجْهِ اللهِ تعالى، وَهَذَا الدُّعَاءُ لَهُمْ سَرِيعُ الإِجَابَةِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا دَعْوَةٌ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْ دَعْوَةِ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَتَذَكَّرْ جَمِيعَاً قَوْلَ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أَحْقِدْ عَلَى أَحَــدٍ   ***   أَرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَـدَاوَاتِ

إِنِّي أُحَيِّي عَـدُوِّي عِـنْدَ رُؤْيَتِـهِ   ***   لِأَدْفَعَ الـشَّرَّ عَـنِّـي بِـالـتَّـحِيَّاتِ

وَأُحْسِنُ الْبِشْرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضُهُ   ***   كَأَنَّهُ قَدْ مَلَا قَـلْـبِـي مَــــوَدَّاتِ

وَلَسْتُ أَسْلَمُ مِمَّنْ لَسْتُ أَعْرِفُهُ   ***   فَكَيْفَ أَسْلَمُ مِنْ أَهْـلِ الـمَوَدَّاتِ

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

النَّاسُ شَتَّى إِذَا مَا أَنْتَ ذُقْتَهُمُ   ***   لَا يَسْتَوُونَ كَمَا لا تَسْتَوِي الشَّجَرُ

هَـذَا لَهُ ثَـمَـرٌ حُـلْـوٌ مَـذَاقَـتُهُ   ***   وَذَاكَ لَـيْـسَ لَـهُ طَـعْـمٌ وَلا ثَمَرُ

أَسْأَلُ اللهَ تعالى سَلَامَةَ الصَّدْرِ وَحُسْنَ الأَخْلَاقِ. آمين.

**    **    **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 7/ ذو القعدة /1440هـ، الموافق: 10/ تموز / 2019م