1ـ الشيخ محمد نجيب سراج رَحِمَهُ اللهُ تعالى

1ـ الشيخ محمد نجيب سراج رَحِمَهُ اللهُ تعالى

1274/1373هـ 1857/1954م

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

حِينَمَا يُذْكَرُ الشَّيْخُ مُحَمَّد نَجِيب سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، نَذْكُرُ قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً﴾.

فَهُوَ شَيْخُ حَلَبَ، وَمِنْ عُلَمَائِهَا الذينَ يُشَارُ إِلَيْهِمْ بِالبَنَانِ، بَرَعَ في العُلُومِ العَقْلِيَّةِ وَالنَّقْلِيَّةِ، فَكَانَ فَقِيهَاً وَمُحَدِّثَاً وَعَالِمَاً بِالأُصُولِ وَالتَّفْسِيرِ، وَكَانَ يَحْضُرُ دُرُوسَهُ جَمْعٌ غَفِيرٌ مِنْ أَهَالِي حَلَبَ.

مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:

وُلِدَ في حَلَبَ عام 1274هـ / 1857م وَبَشَّرَ بِوِلَادَتِهِ وَسَمَّاهُ بِاسْمِهِ (مُحَمَّد نَجِيب) الشَّيْخُ أحمد الترمانيني رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

يَرْوِي القِصَّةَ ابْنُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ سراج رَحِمَهُ اللهُ تعالى، يَقُولُ: كَانَ جَدِّي مُحَمَّد بْنُ يُوسُفَ سِرَاج الدِّينِ مِنَ المُقَرَّبِينَ عِنْدَ الشَّيْخِ أحمد الترمانيني، فَرَأَى في مَنَامِهِ أَنَّ الشَّيْخَ الترمانيني أَلْبَسَهَ عِمَامَتَهُ، فَاسْتَيْقَظَ جَدِّي مَسْرُورَاً، وَذَهَبَ إلى الشَّيْخِ فَأَخْبَرَهُ عَمَّا رَأَى في المَنَامِ.

فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ أحمد: سَيُولَدُ لَكَ مَوْلُودٌ وَيَلْبَسُ العِمَامَةَ، وَتُسَمِّيهِ مُحَمَّد نَجِيب.

فَلَمَّا وُلِدَ الشَّيْخُ مُحَمَّد نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى حَمَلَهُ وَالِدُهُ إلى الشَّيْخِ أَحْمَد التِّرْمَانِينِي، فَقَرَأَ عَلَيْهُ وَدَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَبَشَّرَ وَالِدَ الشَّيْخِ مُحَمَّد نَجِيب أَنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ كَبِيرٌ.

شُيُوخُهُ:

كَانَ وَالِدُ الشَّيْخِ نَجِيب يَصْطَحِبُهُ مَعَهُ إلى الجَامِعِ الأُمَوِيِّ لِيَلْتَقِيَ بِالشَّيْخِ أحمد الترمانيني رَحِمَهُ اللهُ تعالى وَيَطْلُبُ مِنْهُ الدُّعَاءَ، وَكَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَتَحَدَّثُ عَنْ هَذَا اللِّقَاءِ وَمَا شَاهَدَهُ مِنْ مَهَابَةِ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ أحمد الترمانيني وَبَرَكَاتِهِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ يَحْمَدُ اللهَ تعالى أَنْ كَتَبَ لَهُ رُؤْيَةَ الشَّيْخِ أَحْمَد الترمانيني رَغْمَ أَنَّ الشَّيْخَ نَجِيب كَانَ طِفْلَاً وَقْتَئِذٍ.

ثُمَّ إِنَّ الشَّيْخَ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى انْتَسَبَ إلى المَدْرَسَةِ القرناصية بِحَلَبَ، وَجَاوَرَ فِيهَا، وَفِيهَا أَتْقَنَ العُلُومَ الشَّرْعِيَّةَ وَالنَّحْوَ وَالصَّرْفَ وَالبَلَاغَةَ، كَمَا جَاوَرَ في المَدْرَسَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ أَيْضَاً.

تَفَقَّهَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى عَلَى العَلَّامَةِ الكَبِيرِ وَالفَقِيهِ الشَّهِيرِ فَضِيلَةِ الأُسْتَاذِ الشَّيْخِ مُحَمَّد الزَّرْقَا صَاحِبِ العُلُومِ الوَاسِعَةِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَحَضَرَ عَلَيْهِ وَتَلَقَّى عَنْهُ كِتَابَ الدُّرِّ المُخْتَارِ، وَحَضَرَ عَلَيْهِ أَيْضَاَ حَاشِيَةَ رَدِّ المُحْتَارِ، كَمَا تَلَقَّى الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مُطَوَّلَاتِ عُلُومِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، النَّحْوِ وَعِلْمِ البَلَاغَةِ بِأَقْسَامِهَا الثَّلَاثَةِ (المَعَانِي وَالبَيَانِ وَالبَدِيعِ) عَنْ فَضِيلَةِ العَلَّامَةِ الكَبِيرِ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّد بَشِير الغُزِّي، كَمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضَاً مُطَوَّلَاتِ عِلْمِ المَنْطِقِ، وَتَلَقَّى عَنْهُ أَيْضَاً عِلْمَ التَّوْحِيدِ، وَكَذَلِكَ تَلَقَّاهُ عَنْ كِبَارِ العُلَمَاءِ المُخْتَصِينَ بِهَذَا العِلْمِ وَقْتَئِذٍ.

تَوَجَّهَ الشَّيْخُ نَجِيبُ إلى عِلْمِ تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَكَانَ يَقُولُ: كُلُّ تَفْسِيرٍ مِنَ التَّفَاسِيرِ لَهُ خُصُوصِيَّاتُهُ وَأَبْحَاثُهُ، فَلَا يُغْنِي وَاحِدُهَا عَنِ الآخَرِ في كَثِيرٍ مِنَ الأَبْحَاثِ وَالمَسَائِلِ.

كَمَا كَانَ للشَّيْخِ نَجِيب اهْتِمَامٌ وَاطِّلَاعٌ وَاسِعٌ عَلَى كُتُبِ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ بِأَنْوَاعِهَا، وَلَهُ اهْتِمَامٌ خَاصٌّ في الأُصُولِ السِّتَّةِ وَشُرُوحِهَا.

وَمِنْ أَشْهَرِ شُيُوخِهِ في الحَدِيثِ الشَّيْخُ الشَّهِيرُ مُحَمَّد كَامِل بْنُ الشَّيْخِ أَحْمَد الحَنْبَلِيُّ، وَقَدْ أَجَازَ الشَّيْخَ نَجِيب، وَنَصُّ الإِجَازَةِ عِنْدَ ابْنِهِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ سِرَاجِ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى.

وَمِنْ شُيُوخِهِ أَيْضَاً الشَّيْخُ بَكْرِي بْنُ أحمد الزَّبَرِيُّ، وَقَدْ أَجَازَ الشَّيْخَ نَجِيب بِمَا أُجِيزَ بِهِ مِنْ شُيُوخِهِ رَحِمَهُمُ اللهُ تعالى أَجْمَعِينَ.

وَمِنْ شُيُوخِهِ الذينَ تَوَطَّدَتْ بَيْنَهُمْ عَلَاقَةُ وُدٍّ وَمَحَبَّةٍ المُحَدِّثُ الدِّمَشْقِيُّ الشَّيْخُ بَدْرُ الدِّينِ الحَسَنِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَكَانَ يَقُولُ عَنْهُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرَى أَحَدَاً مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فَليَنْظُرْ إلى الشَّيْخِ بَدْرِ الدِّينِ الحَسَنِيِّ، وَبِالمُقَابِلِ كَانَ الشَّيْخُ بَدْرُ الدِّينِ يُثْنِي عَلَى الشَّيْخِ نَجِيب وَيَمْدَحُهُ بِصَلَاحِهِ وَسَعَةِ عِلْمِهِ وَقُوَّةِ أَدِلَّتِهِ في تَوْضِيحِ مَسَائِلِ الفِقْهِ وَالحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ.

دُرُوسُهُ:

أُسْنِدَ إِلَيْهِ التَّدْرِيسُ في المَدَارِسِ الشَّرْعِيَّةِ التي جَاوَرَ فِيهَا، ثُمَّ أُسْنِدَتْ إِلَيْهِ وَظِيفَةُ مُدَرِّسٍ في مُحَافَظَةِ حَلَبَ، وَالتَّدْرِيسِ في جَامِعِ الحَمْوي بِحَلَبَ، كَمَا أُسْنِدَ إِلَيْهِ التَّدْرِيسُ في الجَامِعِ الأُمَوِيِّ، وَشَغَلَ وَظِيفَةَ الإِمَامَةِ في جَامِعِ سُلَيْمَانَ الأَيُّوبِيِّ وَالخَطَابَةَ فِيهِ أَيْضَاً.

كَانَ يُلْقِي الدَّرْسَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ عَقِبَ صَلَاةِ الظُّهْرِ في الجَامِعِ الأُمَوِيِّ، وَيَوْمَ الجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الـعَصْرِ في جَامِعِ بانقوسا، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ في جَامِعِ الحَمْوِي، وَلَمْ يَزَلْ يُتَابِعُ تَدْرِيسَهُ بِنَشَاطٍ وَهِمَّةٍ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعَاً وَتِسْعِينَ سَنَةً.

أَخْلَاقُهُ وَصِفَاتُهُ:

كَانَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ذَا هَيْبَةٍ وَوَقَارٍ، إِذَا تَحَدَّثَ أَنْصَتَ النَّاسُ لِحَدِيثِهِ، عُرِفَ بِتَوَسُّعِهِ في عِلْمِ العَقِيدَةِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَكَانَ عَلَى عَقِيدَةِ السَّلَفِ الصَّالِحِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مُوَاظِبَاً عَلَى قِرَاءَةِ قِصَّةِ المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ وَحُضُورِ مَجْلِسِ قِرَاءَةِ قِصَّةِ المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ، وَيُرَغِّبُ تَلَامِيذَهُ في ذَلِكَ.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مِمَّنْ عَمَّرَ مِنَ العُلَمَاءِ مَعَ كَامِلِ صِحَّةِ سَمْعِهِ وَحِدَّةِ بَصَرِهِ، كَمَا أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِحُسْنِ العَمَلِ وَالصِّدْقِ وَالإِخْلَاصِ للهِ سُبْحَانَهُ وتعالى.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مَشْهُورَاً بِقُوَّةِ الحِفْظِ، وَضَبْطِ النُّصُوصِ، وَكَانَ حَاضِرَ المَحْفُوظِ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالسُّنَّة الشَّرِيفَةِ.

كَانَ عِنْدَ الشَّيْخِ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى فَرَاسَةٌ صَادِقَةٌ، وَيُجِيبُ السَّائِلَ حَسْبَ مَا يَظْهَرُ لَهُ مِنْ صِدْقِهِ أَو عَدَمِهِ.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى عِنْدَ تَقْرِيرِ دُروسِهِ مُوَفَّقَاً في قُوَّةِ الإِلْقَاءِ وَحُسْنِ الأَدَاءِ وَالتَّفْصِيلِ وَالبَيَانِ الكَافِي وَالإِيضَاحِ الشَّافِي.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مِمَّنْ أَكْرَمَهُمُ اللهُ تعالى بِالإِلْهَامِ الصَّادِقِ وَالخَبَرِ الوَاقِعِ، فَقَدْ كَانَ كَثِيرَاً مَا يُخْبِرُ أَوْلَادَهُ وَتَلَامِيذَهُ عَنْ أُمُورٍ سَوْفَ تَحْدُثُ في المُسْتَقْبَلِ، فَإِذَا هِيَ تَقَعُ كَمَا أَخْبَرَ تَمَامَاً.

وَكَانَ عَلَى دَرَجَةٍ عَالِيَةٍ في التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ، مَا رُئِيَ فَارِغَاً قَطُّ، بَلْ جَمِيعُ أَوْقَاتِهِ مَلِيئَةٌ كُلُّهَا بِصَلَوَاتٍ وَقِرَاءَاتٍ وَصَلَوَاتٍ عَلَى الحَبِيبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَتَسْبِيحٍ وَحَمْدٍ للهِ تعالى.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى مُلَازِمَاً لِصَلَاةِ الجَمَاعَةِ في جَامِعِ الشَيْخِ سُلَيْمَان الأَيُّوبِيِّ، لَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ في هَذَا الجَامِعِ كَوْنُهُ إِمَامَاً فِيهِ، وَلَو كَانَ في أَيَّامِ الشِّتَاءِ البَارِدَةِ، وَخَاصَّةً في صَلَاةِ الفَجْرِ، فَمَا تَخَلَّفَ عَنهَا قَطُّ.

يَقُولُ ابْنُهُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: رَأَيْتُ وَالِدِي الشَّيْخَ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى بَعْدَ وَفَاتِهِ بِيَوْمٍ جَالِسَاً في بَيْتِهِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ جَمِيلَةٌ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَأَتَيْتُهُ فسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ـ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ مُتَوَفَّى ـ فَقُلْتُ: يَا وَالِدِي، أَخْبِرْنِي عَمَّا أَعْطَاكَ اللهُ تعالى؟

فَقَالَ لِي: انْظُرْ إِلَيَّ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَكْبُرُ وَيَعْظُمُ وَيَعْلُو حَتَّى صَارَ عَالِيَاً جِدَّاً.

فَقَالَ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ وَانْظُرْ إِلَيَّ، وَاسْمَعْ مَا أَقُولُ، قَدْ أَعْطَانِي اللهُ تعالى مِنْ كُلِّ مَا أَعْطَى أَكَابِرَ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ، وَمِنْ كُلِّ مَا أَعْطَى أَكَابِرَ أَوْلِيَائِهِ الصَّالِحِينَ، وَالحَمْدُ للهِ.

فًقُلْتُ في نَفْسِي: أَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِكَ يَا وَالِدِي.

ثُمَّ يَقُولُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: إِنَّ فِكْرَةَ افتِتَاح المَدْرَسَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ كَانَتْ مِنْ إِلَهَامِ الشَّيْخِ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى وَرَغْبَتِهِ الشَّدِيدَةِ في امْتِثَالِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ مِنْ رُؤْيَا رَآهَا في أَوَاخِرِ عُمُرِهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَفْتَحَ وَيُنْشِئَ مَدْرَسَةً شَرْعِيَّةً تُدَرَّسُ فِيهَا العُلُومُ الشِّرعِيَّةُ.

يَقُولُ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: لَقَدْ وَفَّقَنِي اللهُ تعالى عَلَى تَنْفِيذِ رَغْبَةِ وَالِدِي في افْتِتَاحِ المَدْرَسَةِ الشَّعْبَانِيَّةِ، ثُمَّ إِنَّ وَالِدِي رَحَلَ إلى رَبِّهِ وَهُوَ قَرِيرَ العَيْنِ، مُرْتَاحَ القَلْبِ وَالضَّمِيرِ مِنَ الإِنْجَازِ الذي حَقَّقْتُهُ لَهُ بِفَضْلٍ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وتعالى.

كَانَ الشَّيْخُ نَجِيب رَحِمَهُ اللهُ تعالى في أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ شَغُوفَاً بِالعِبَادَةِ وَالخَلْوَةِ بَعْدَ أَنْ أَسْنَدَ جَمِيعَ دُرُوسِهِ وَوَظَائِفِهِ إلى ابْنِهِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ سِرَاجِ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى الذي قَامَ بِهَا خَيْرَ القِيَامِ وَأَتَمَّهُ وَأَحْسَنَهُ.

تُوُفِّيَ الشَّيْخُ نَجِيب سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عَنْ عُمُرٍ بَلَغَ 99 سَنَةً هِجْرِيَّةً 97 سَنَةً مِيلَادِيَّةً، وَذَلِكَ بِمَدِينَةِ حَلَبَ عَامَ 1373هـ / 1954م.

وَلَقَدْ شَارَكَ في جِنَازَتِهِ عُلَمَاءُ حَلَبَ وَأَهْلُوهَا وَتُجَّارُهَا وَطُلَّابُ العِلْمِ فِيهَا، وَدُفِنَ في مَقْبَرَةِ الشيخ سعود في مِنْطَقَةِ قاضي عسكر.

رَحِمَ اللهُ تعالى الشَّيْخَ نَجِيب سِرَاجِ الدِّينِ، وَسَائِرَ عُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ.

وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

**      **    **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 27/ صفر الخير /1439هـ، الموافق: 16/ تشرين الثاني / 2017م